المخدرات ذلك الشقاء والآفة التي فتكت بالكثير، وهو السلاح الذي يستخدمه ضعفاء النفوس الذين لا إرادة لهم، ولا عقل يميز بين الصالح والطالح، واتبعوا شهواتهم وزين لهم الشيطان النشوة معبأة في حقنة والسعادة في شمة والعظمة في سيجارة ممشوقة القوام تكتم أنفاسه ويحبها.. ومن الحب ما قتل!!
وهكذا انجرفوا وقُضي عليهم بسبب لحظة تجربة أو نصيحة باطلة من أصحاب السوء، دون رقيب من الأهل ودون وازع من ضمير أو مراقبة لله، فنتج عنها مشكلات اجتماعية قهرت الفرد والمجتمع مما أدى إلى انتشار الجرائم وتفكك الأسر وضياع الأبناء والسبب هو هذه اللحظة الشقية وهذا الداء الفتاك الذي حرص أعداء الأخلاق والإنسانية على ترويجه بين شبابنا وشاباتنا.
علموا أنه أقوى وأخطر سلاح على الإطلاق وأشد فتكاً من الحروب المدمرة، روجوها بخفاء لتسري بين صفوف الشباب والشابات فتصيبهم بالوهن والعجز، لأنهم عرفوا بأنهم أمل الأمة ومجدها المشرق وثروتها الغالية لذلك أقول: لمن جرفهم تيار المخدرات والوقوع فيها: اتقوا الله أيها الإخوة والأخوات المسلمات في أنفسكم وحاسبوها قبل أن تحاسب، ارحموها من عذاب النار بسبب شهوة خاطفة محرمة وابتعدوا عن هذه السموم القاتلة التي دمرت البشرية.
فالمخدرات حرمها ديننا لما فيها من الآثار السلبية والأمراض النفسية وعدم التوافق الاجتماعي وما إلى ذلك من السلبيات التي بدأت تظهر في مجتمعنا الإسلامي من جراء التغيير الذي حصل وما واكب ذلك من القلق بأسباب الحياة الاجتماعية والمدنية الزائفة والابتعاد عن الطريق السوي والصراط المستقيم والتلاحم والتأثر والتوافق.
وما نراه اليوم من ظهور بعض الأمراض النفسية ما هو إلا ضريبة سلبية للتغير الحاصل في مجتمعنا المعاصر، لذلك لا بد من العودة إلى تعاليم ديننا الحنيف لأن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وصوَّره في أحسن تقويم يباهي به ملائكته يوم القيامة لأن عباده المؤمنين قد عرفوا حق الله عليهم فقاموا بواجب الشكر والحمد، والمحافظة على هذا العقل والجسد.