"عبَّارة"، هي مفردة تحمل بينها أكثر من تفسير. أحدهم يقرؤها عبَّارة بفتح العين وهي السفينة التي تحمل الفرسانيين إلى جزر فرسان، والآخر بكسرها والبعض ينطقها كما يود،، وماعلينا. وحديثي اليوم هو عن « فرسان « وعن «العبَّارة « تلك السفينة التي تحمل الفرسانيين الى جازان وفرسان أرضي ومهبط رأسي وهي والله حياتي وطفولتي التي عشتها هناك يوم كانت الحياة جميلة بسيطة.
يوم كانت الحياة لي أنا ورفاقي، والصباحات تلك التي كانت تحملني إلى عالم اللعب واللهو والفرح الذي لم يكن سوى قصة للعدم والنغم والتعب والعذاب الذي لاعلاقة له بالتطور، يوم كان القط لعبة، والحمار لعبة، والغياب لعبة والعذاب لعبة والعدم لعبة.
أعرف جيداً أن جيلي يفهمني جداً وهم والله رأسي ونغمي ووجودي وكلهم كانوا يعيشون معي السعد والعذاب، وكانت أيامهم أجمل من الحاضر بكثير، وأرقى وأنقى وأمتع من اليوم الذي نعيشه..
والسؤال هو متى تنتهي معاناة الفرسانيين مع البحر؟!.
متى يأتي الجسر لهذه الجزيرة البعيدة القريبة؟!
متى ينتهي عذابهم؟!
ومتى يأتي المطار؟!
متى أسافر من هنا من جدة إليها وأُقبِّل حذاء أمي؟!
متى أصل إليها دون تعب؟!.
متى أرى خالتي، ومتى أعود، ومتى أرى أخواتي وإخوتي وأحبتي.. متى؟!.
*متى يا سادتي تتحول فرسان وجزرها كلها إلى جزر سياحية يزورها السيّاح من كل مكان؟!، ومتى يغادرونها في طائرة إلى العالم الجميل؟.
والمطار الحلم والخبر الذي سمعنا عنه أنه في طريقه إلينا.. لم يصل إلينا بعد!!
والجسر الحلم لم تولد فكرته ولا قراره بعد!!
وفرسان وأهلها الطيبون يستحقون الحب، وتستحق فرسان أن تكون عيون الوطن وجمال الأرض.. وكل هذا يحتاج الى قرار شجاع وعقول نابهة تعي أن بناء المكان يسبقه بناء الإنسان وأن حبنا يكبر من هناك وينمو هنا وأن نجاحاتنا هي بداياتها من مملكتنا!!
ومن بلدنا التي نريدها أن تكون لنا الحب والحياة..،،،
*(خاتمة الهمزة)...أنا فرساني الأصل والهوى والمنشأ والولادة، وفرسان ياسادتي هي حبي وجنتي.
والسؤال يا سادتي هو: متى يأتي الجسر الحلم الذي نريده أن يحمل أحبابنا بعيداً عن تلك الأيام السود التي عشناها؟!،
بعيداً عن تعاستنا وماضينا الصعب، بعيداً عن طفولتنا العذاب ..
للجميع تحياتي ولكل فرسانية وفرساني مني دعواتي وأملي في أن يكون الآتي أجمل.. وهي خاتمتي ودمتم.