Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

حماس إسرائيلي للتفرقة بين (حماس وفتح)

وكان يمكن للفلسطينيين لو أنهم اتحدوا، وحافظوا على التهدئة منذ ذلك الحين، لتبدلت بعض الأمور التي تصب في مصلحتهم، حيث تسبب النزاع على الحكم والسيطرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس والجبهة الشعبية إلى أن تتمدد إسرائيل، وتفوز باعتراف الولايات المتحدة بالقدس ونقل سفارتها إليها

A A
كلما رأيت الخلاف الفلسطيني الفلسطيني الذي حاولت الكثير من الدول إنهاءه، كلما أدمى قلبي هذا الخلاف، وشعرت بنوع من الإحباط، وبأن القضية الفلسطينية لن تحل، حتى العهد الذي قطعوه على أنفسهم في بيت الله الحرام بمكة المكرمة، لم يوفوا به، وأصبح حب السلطة والزعامة لدى الفصائل يسبق التحرير. شيء مؤسف فعلاً.. لقد سلم قادة فلسطين رقابهم لدولة الاحتلال عبر مواثيق تم التوقيع عليها، حيث شهد عقد الثمانينيات الميلادية تغييرات في فكر المنظمة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، بعد أن ألقى خطاباً مثيراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن فيه اعتراف منظمته بحق إسرائيل في الوجود، وفي (أوسلو) تم التوقيع أيضاً على اتفافية (أوسلو) التي أتاحت خروج الحكم العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة أريحا، وأن يتم نقل السلطة للفلسطينيين في مناطق قطاع غزة والضفة الغربية، وأن تقوم الشرطة الفلسطينية بالحفاظ على نظام الأمن الداخلي، بينما تقوم إسرائيل بالحفاظ على الأمن الخارجي.

وكان يمكن للفلسطينيين لو أنهم اتحدوا، وحافظوا على التهدئة منذ ذلك الحين، لتبدلت بعض الأمور التي تصب في مصلحتهم، حيث تسبب النزاع على الحكم والسيطرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس والجبهة الشعبية إلى أن تتمدد إسرائيل، وتفوز باعتراف الولايات المتحدة بالقدس ونقل سفارتها إليها.

واليوم فإن الخلاف اتسعت رقعته ما بين الأطراف المتصارعة على السلطة، فقد أعلنت حماس عن رغبتها في توقيع هدنة مع الإسرائيليين، حيث أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطاب ألقاه في خطبة صلاة العيد بأن حركته لن تلتفت إلى أولئك الذين يريدون إبقاء غزة في تيه سياسي، وبشر (الغزيين) بقرب رفع الحصار وبلا أي ثمن سياسي. واحتج المسؤولون في منظمة فتح الذين لم يشاركوا في السابق في المباحثات التي كانت تجري في مصر، ووصفوا ما يجري أنه جزء من محاولات فصل غزة عن الضفة الغربية وتمرير صفقة العصر الأمريكية، وخيانة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ووعدوا بفرض عقوبات جديدة على قطاع غزة ومعتبرين بأن منظمة التحرير هي صاحبة القرار في إبرام الاتفاقيات التي تتصل بالشأن الوطني الفلسطيني، رافضة أي محاولات لعقد تهدئة عبر حماس من دون السلطة والحكومة الشرعية وإعادتها للسيطرة الكاملة على قطاع غزة.

الصفقة الإسرائيلية لحماس، كما يقول الفتحاويون، تشمل التهدئة وفتح المعابر باتجاه، وإيجاد ممر مائي إلى قبرص أو العريش، وبناء مطار لهم.

اللقاءات السرية، والمحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تكن وليدة اليوم، بل ومن عهد ياسر عرفات الذي أقسم يوماً بأنه لن يتزوج طالما فلسطين محتلة، وأنه متزوج من القضية فقط، لكن النتيجة كانت ولادة (زهوة) التي ولدت وترعرعت بعيداً عن أرض فلسطين.

كثيراً ما نجح الإسرائيليون في دق إسفين الخلاف بين فتح وحماس حتى تظل القضية ويظل الاحتلال جاثماً على صدور الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يقدم الروح والدم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store