خيانة الوطن جريمة ليس لها أي مبررات ولا شفاعة لمن يقوم بهذا الفعل الشنيع، فالوطن هو العرض والشرف فكيف لنا أن نتهاون مع من يبيع وطنه ويتآمر عليه مع الأعداء؟
وخيانة الوطن عار لا يمحوه الزمان، فوطننا لا ينسى أبداً من خانه وغدر به ولا يغفر له فعلته حتى بعد موته. وبالرغم من أن حب الوطن فرض، وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيله شرف، إلا أن هناك من يرضون لأنفسهم خيانة الوطن والشعب والتاريخ ويبيعون كل ذلك بدون خجل أو حتى مجرد تفكير فقط من أجل مال أو سلطة جاهلين كيف سيعيشون بهذا العار الذي سوف يلاحقهم طوال حياتهم وحتى بعد الممات.
الخائن لوطنه يستحق أقصى العقوبات خاصةً عندما يقدم على أفعال تُهدد استقرار الوطن ووحدته، فمن باع ضميره وأقدم على مثل هذه الأفعال وسمح للفساد والعبث أن يتسلل إلى أراضي وطنه يجب أن لا تمر فعلته دون عقاب رادع فسلامة واستقرار الوطن أمر ليس فيه تهاون أو رحمة. حتى ديننا الحنيف يحذر من الخيانة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
فالخيانة أمر لا يقبله الشرع ومحاولة زعزعة الوطن والترويج للشعارات الهدامة يُعتبر خروجاً عن المنظومة الإسلامية، كما يُعتبر خسارة للدين لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (يُطبَعُ المؤمنُ على كلِّ خُلَّةٍ غيرَ الخيانةِ والكذبِ).
وفي هذا الصدد أود أن أوضح أن نقص الوازع الوطني لدى أفراد المجتمع أشد فتكاً بالأفراد والأوطان من الطاعون والأمراض الخطيرة، فيجب علينا جميعاً المسارعة في علاج أسباب نقص الوازع الوطني فالفرصة مازالت موجودة لعلاج الأمر، ولهذا يجب التكاتف بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والاجتماعية وتربية أبنائنا على حب الوطن وترسيخ الانتماء بداخلهم، وذلك بتعريفهم بتاريخ وحضارة ومكانة بلادهم فهذه من الأمور التي تعزز في نفس الصغار حب الوطن.