ظهرت صورة تميز الإدارة مع التقنية في حج هذا العام والتي تلمَّسها الجميع وساهمت بشكل فعال وكبير في تسهيل وسرعة إنجاز الإجراءات للحجاج عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية لتفويج الحشود لتحقيق نجاح خطط هذا العام بشكل منقطع النظير، كما انعكست على حركة الحجاج داخل المشاعر المقدسة، مما يجعلنا كمواطنين نشعر بالاعتزاز والفخر تجاه ما تقدمه حكومتنا من خدمات جليلة لراحة ضيوف الرحمن.
وقد شهدت التقنيات لأول مرة تطبيق الإجراءات في مطارات الدول القادم منها الحاج وكانت التجربة من مطار كوالالمبور بماليزيا حيث تم إنهاء إجراءات دخول حجاج بيت الله الحرام من العاصمة الماليزية قبل وصولهم للمملكة، وذلك بإدخال بيانات الحاج وجواز سفره وتسجيل الخصائص الحيوية له واخذ صورته الشخصية وذلك من ماليزيا، وحين وصوله للمملكة يتم فقط التحقق من هوية القادم للحج ومطابقة بياناته مع جواز سفره مما أسهم في تسريع إنهاء إجراءات قدومه، وكذلك الأسورة والبطاقة الإلكترونية التي تضم كافة بيانات ومعلومات الحاج وأماكن إقامته في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولَم تتوقف التقنية عند هذا الحد ولكن وضعت المملكة خطة إستراتيجية للتطوير المستقبلي حيث شاهد العالم منذ أسابيع قليلة استضافة مدينة جدة لمسابقة ومنتدى «هاكاثون الحج»، الذي يهدف إلى ابتكار حلول تقنية تسهم في إثراء وتحسين تجربة حجاج بيت الله الحرام، وأن المملكة تسعى أن تكون بوابة التقنية في المنطقة، باعتبار أن لها دورًا أساسيًا في كل جانب من جوانب رؤية 2030، وستنعكس نتائج «هاكاثون الحج» إيجاباً في تحسين وتطوير الخدمات المقدمة إلى حجاج بيت الله.
فنحن نرى أن التوافق ما بين الإدارة والتقنية سيسهم بشكل فعال في تقديم صورة جديدة عن الحج وخدمة الحجاج في وطننا الغالي.
كل هذا يؤكد أن دولتنا مستمرة في مواجهة أي تحدٍ وتسخير أحدث التقنيات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وتطبيق شعار خدمة الحجاج شرف لنا.