مِن مَزَايَا أُسرَتي السّنَابيَّة، أَنَّها تَرفَع مِن مَعنويَّاتي دَائِماً، وتُحفِّزني عَلَى العَطَاء، وتَدفَعني لاكتسَاب مَهَارَات جَديدَة، والتَّدرُّب عَلَى مَوَاهبٍ عَديدَة..!
قَبل أَيَّام، وَصلَتني مِن أُسرتي السّنَابيَّة طَلبَات عَديدَة، تَدور حَول إعطَاء دَورَات سَريعة عَن الإبدَاع، وأَنمَاط التَّفكير، وكَيفيَّة استغلَال الوَقت، وأَسَاسيَّات النَّجَاح، وفَنّ التَّغريد فِي «تويتر»..!
لَا أُخفيكُم أَنَّني فَرحتُ بهَذه الطَّلبَات، لأَنَّها جَعلَتني أَتوَاصَل مَع كُلِّ فَنٍّ مِن هَذه الفنُون، حَيثُ ذَهبتُ إلَى المَكتبَة، واقتَنيتُ عَشرَات الكُتب فِي كُلِّ فَنٍّ، فبَدأتُ أَقرَأ وأُلخِّص مَا أَقرَأ، عَلَى أَمَل أَنْ يُقدَّم كدَورات تَدريبيَّة، لكُلِّ مُحبٍّ ورَاغِب..!
لقَد بَدأتُ بدَورةٍ حَول: «فَنّ المُحَافَظَة عَلَى الوَقت»، أَو كَمَا يَقول شَيخنا «ستيفن كوفي»: «إدَارة الوَقت»، والسَّبَب فِي ذَلك، أَنَّ الوَقت هَاجسٌ؛ أُعَايشه مُنذ زَمنٍ طَويل، حِينَ كُنتُ فِي المَرحلَة الثَّانويَّة، عِندَهَا قَرأتُ مَقولة للإمَام «حسن البصري» يَقولُ فِيهَا: (مَا مَن يَومٍ تَطلع فِيهِ الشَّمس، إلَّا ويُنَادي مُنَادٍ: يَا ابن آدَم، أَنَا خَلقٌ جَديد، وعَلَى عَملِكَ شَهيد، فاغْتَنم مِنِّي مَا استَطعت، فإنِّي لَا أَعود إلَى يَومِ القِيَامَة)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: قَد يَعتَقَد بَعض النَّاس؛ أَنَّ الوَقت هو عِبَارة عَن: اخترَاق عَقَارب السَّاعَة أَمَام أَعيننَا، ومَا عَلِمُوا أنَّ الوَقت نَوعٌ مِن أَنوَاع العِبَادَة، ويَكفي أَنَّ الحَديث وَاضِحٌ وصَريح؛ فِي أَهميَّة الوَقت، حَيثُ قَال -صَلَّى الله عَليه وسَلّم-: (لَا تَزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ؛ حتَّى يُسألَ عَن أَربَعٍ: عَن عُمُرِه فِيمَا أَفنَاهُ، وعَن جَسدِهِ فِيمَا أَبلَاهُ، وعَن عِلمِهِ مَاذا عَمِلَ فيهِ، وعَن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفِيمَا أَنفَقَهُ)..!!