Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

أهمية الكاميرات

A A
الحرص على السلامة والأمن يتطلب في كثير من الأحيان، المراقبة، ولذلك عمد الإنسان منذ القدم على توفير الوسائل التي تكفل له شيئًا من الأمان، بما في ذلك الاستعانة بكلاب الحراسة في المزارع وفي فناء المنزل ثم تطورت تلك الوسائل مع تطور التقنية وانتشار بعض مظاهر العنف والجريمة في بعض المناطق، لتصبح كاميرات المراقبة والتي تأتي بمواصفات مختلفة وتقنيات متعددة لتساهم في رصد تلك الظواهر والحد منها.

ردود فعل المجتمع تجاه وضع كاميرات المراقبة في الأماكن العامة، نجدها أحيانًا متباينة، فمنهم مَن يرى أهميتها باعتبارها وسيلة أمنية أساسية لرصد المخالفات والجرائم والانتهاكات، مما يستدعي دعمها والترويج لها وفق ضوابط قانونية واضحة خصوصًا في الأماكن العامة، في حين يرى آخرون بأنها تنتهك الخصوصية وتُقيِّد الحرية، بل وتعتدي عليها في بعض الأحيان، ويطالبون بعدم السماح بتركيب الكاميرات في الأماكن العامة إلا وفق نظام واضح.

توظيف التقنية الحديثة في شؤون حياتنا العامة ساهمت في رفع مستوى الأمن والحد من انتشار الجريمة، ولذلك عمدت العديد من الجهات الحكومية مثل الدفاع المدني ووزارة النقل للتأكيد على أهمية وجود كاميرات مراقبة تغطي جميع الطرق ومحطات الوقود وما في حكمها، إضافةً إلى اعتماد إدراج تركيب كاميرات المراقبة الأمنية ضمن متطلبات ومواصفات وشروط جميع مشاريع الطرق والنقل الجديدة، أو تلك التي تحت الإنشاء ضمن عقود التشغيل والصيانة سواء داخل أو خارج المدن، مع الالتزام بنقل بياناتها للجهات الأمنية، وأن تكون الكاميرات وفق الشروط والمواصفات الفنية المعتمدة بالموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية.

المجتمع أصبح واعيًا لأهمية كاميرات المراقبة، لما وجده من فوائد عدة، وخصوصًا في كشف العديد من القضايا الأمنية من جهة، أو ردع بعض المجرمين من جهة أخرى، أو حتى رصد المخالفات المرورية من خلال (ساهر)، في حين حرصت بعض المحلات التجارية بل وحتى بعض المطاعم بوضع تلك الكاميرات مع وضع لوحات تحذيرية للزبائن بوجود كاميرات مراقبة بعضها ظاهر وبعضها قد يكون مخفيًا، كما تساهم مثل تلك الكاميرات في خفض تكلفة الحراسة، إذ توزيع الكاميرات في المواقع المختلفة ومتابعتها من خلال شاشة واحدة يُعد أقل كُلفة من توزيع رجال أمن في تلك المواقع، في حين يُؤكِّد البعض أن الاستغلال الخاطئ -أحيانًا- لتلك الكاميرات لا يعني منع استخدامها، بل محاسبة مَن يقوم باستخدامها بشكل خاطئ، يعتدي من خلالها على خصوصية الآخرين.

الكاميرات اليوم منتشرة في كل مكان مثل المنازل لمراقبة الأبناء أو العاملات، وفي المكاتب لمراقبة الموظفين، وفي المدارس، فإيجابياتها أكثر من سلبياتها، وهي تُعد وسيلة ردع مهمة تُساهم في تقليل الحوادث وتوثيقها والحد منها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store