قلنا في مقالٍ لنا سابق، إن لدينا بعض المفاهيم المتصلة بالدين والحياة، يجب مراجعتها لفهمها بشكلٍ أدق وأكثر عمقًا، وقد مرَّ بنا أن القول: إن النصوص الشرعية يجب أن تُفهم بفهم الصحابة -رضوان الله عليهم- لا حقيقة له، ولم يرد به نص أو إجماع، كما أن الشارع هو الذي يجب اتِّباع نصوصه، ولم يرد نص بأن يُتَّبع غير سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول ربنا عز وجل: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، فقد ربط ربنا بين محبته ومحبة رسوله الكريم في قوله تعالى: (قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، فليس الاتِّبَاع لأحد سوى من أرسله الله بهذا الدين لعباده ليهتدوا باتباعه والتسليم بحكمه حيث يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإن تَنَازَعْتُمْ فِى شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، وإذا رددتموه إلى الله والرسول فلترضوا بحكمهما، فالله يقول: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فالتسليم في الاتِّبَاع لله وللرسول، وليس لغيرهما، تسليم بما أمر الله بإنفاذ حكم الشرع عند القضاء، ولهذا يُحذِّرنا الله عز وجل من مخالفة أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، لذا قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)، قيل: ومن يأبى يا رسول الله، قال: (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)، وكم من مخالف اليوم لما أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحججٍ واهية بالادعاء أن السنة النبوية مكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا علم له يقيني بذلك، بل هو اتباع للهوى ومتابعة لمن ضل عن الهدى من المستشرقين وأرباب المذاهب الضالة، فيُردِّد ما يشيعون، وهو لا يعرف من علم الحديث شيئًا أصلًا، وليس له اطلاع عليه، فيقع في جهل يحاسبه الله عليه أشد الحساب حينما يفتي بما لا يعلم، وما أكثر الذين يتحدثون في دين الله بلا علم ولا كتاب منير، يتبعون كل ناعق، وهم لا يصغون إلى علماء الأمة الأفذاذ، ويقعون في أعراضهم بجهلٍ لا حدود له، ردهم الله إلى دينهم، وقَبِلَ توبتهم، إنه السميع العليم.
مراجعة المفاهيم في الدين والحياة
تاريخ النشر: 04 أكتوبر 2018 01:00 KSA
وكم من مخالف اليوم لما أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحججٍ واهية بالادعاء أن السنة النبوية مكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا علم له يقيني بذلك، بل هو اتباع للهوى ومتابعة لمن ضل عن الهدى من المستشرقين وأرباب المذاهب الضالة، فيُردِّد ما يشيعون، وهو لا يعرف من علم الحديث شيئًا أصلاً.
A A