Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

زرع الأمل من بذور الفشل!

الحبر الأصفر

A A
الفَشَل لَيس كَارثة مُحقَّقَة، كَمَا يَتوهَّم مُدمنو مُخدَّرَات الإحبَاط، وأَسْرَى اليَأس، بَل الفَشَل فِي أَذهَان أَصحَاب الإرَادَات القَويَّة، أَشبَه مَا يَكون بمُعجزةٍ؛ تُحوِّل السلّم العادي، إلَى سلّم كَهرَبَائي، كُلَّما تَعثَّرت خُطوَاتهم أَثنَاء الصّعود.. فالإنسَان المُثَابر بإمكَانه تَحويل حَصيلة الفَشَل؛ إلَى مُعدّل تَراكمي للنَّجَاح، إذَا أَحسَن الاستفَادَة مِن تَجاربهِ الفَاشِلَة، لِذَلك لَا أَتشَاءَم مِن الفَشَل، امتثَالاً لنَصيحة شَيخي الفَيلسوف الهِندي «طاغور»، الذي يَقول: (الفَشَل، هو مَجموعَة التَّجَارُب التي تَسبق النَّجَاح)..!

ويُحْبَط البَعض مِن المرُور بمَحطّات الفَشَل، ومَا عَلِمُوا أَنَّ تِلك المَحطّات تَقع -غَالِباً- فِي الطَّريق الصَّحيح للنَّجَاح، وفِي ذَلك يَقول أَحَد خُبرَاء تَطوير الذَّات: (الفَشَل ضَريبَة تَدفعهَا، كَي تَتَذوَّق طَعم النَّجَاح)..!

إنَّ الفَشَل والنَّجَاح؛ كالسّير إلَى الأَمَام وإلَى الخَلْف، فالنَّاجِح يَسير إلَى الأَمَام، والفَاشِل يَعود إلَى الخَلْف إذَا لَم يَستَفد مِن فَشله، كالتَّاجر المُفلِس الذي يَنبش الدَّفَاتِر القَديمَة، وقَد قَال أَحد أَسَاتذة الإدَارَة: (حِينَمَا يَفشَل المَرء، يَهرب إلَى المَاضِي، وحِينَمَا يَنجَح، يَهرَع إلَى المُستقبَل)..!

مِن جِهَتِهم، يُؤكِّد كُلُّ خُبرَاء الذَّات، أَنَّ تَعريف الفَشَل، لَيس هو السّقُوط، وإنَّمَا عَدَم النّهوض مُجدَّداً بَعد السّقُوط، فالسّقُوط فِي حَدِّ ذَاتهِ لَيس عَيباً، لأنَّ المَطَر يَبدَأ بالسّقُوط، قَبل أنْ يَتحوَّل إلَى سيل يَغسل الشَّوَارع، ويَروي المَزارع، وهَذا المَعنَى قَريب مِن فِكرة لأَحَد الفَلَاسِفَة؛ يَقولُ فِيهَا: (السّقُوط لَا يَعنِي الفَشَل، بَل أَنْ تَبْقَى حَيثُ سَقَطْتَ)..!

والسُّؤَال بَعد العَرْض أَعلَاه: هَل نَحنُ نَستَفيد مِن الفَشَل؟!.. يُجيب عَن هَذا السُّؤَال أَحَد الفَلَاسِفَة قَائِلاً: (لَيس الفَشَل هو الذي يُحطِّم الآمَال والطّموحات، بَل مَا يُحطِّمها هو: أَنْ نَفقِد الحَمَاس الدَّاخِلي لتِكرَار المُحَاولَة، والإصرَار عَلَى النَّجَاح).. فالبَعض يَعتَرف بالفَشل، ولَكن أَكثَر النَّاس يَعتبرونه مَحطَّة مُؤقَّتَة؛ قَبل بلُوغ مَحطّات النَّجَاح إذَا كَانت النَّتَائِج مُتوقَّعَة، وقَد أَشَار إلَى ذَلك الفَيلَسُوف «باندلر» فقَال: (لَيس هُنَاك فَشَل، لَكن هُنَاك نَتَائِج غَير مُتوقَّعَة)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إذَا أَردتَ أَنْ تَنجَح، فهُنَاك أَدوَات كَثيرة يَجب أَنْ تَستَخدمها، لَعلَّ أَهمّها مَا رَكَّز عَليهِ الأُستَاذ «أمين سلامة» حِين قَال: (لَا شَيء يُنمِّي قُدرة الرَّجُل عَلَى النَّجَاح؛ أَكثَر مِن إصرَارهِ عَلَى عَدَم الفَشَل)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store