وانتزعت الورقة الأخيرة من الرّزنامة التي رافقتني لمدّة عام، أعلم أنّ الرّزنامة تنامت وستأتي أخرى مشبعة بالأيّام والشهور، متخمة بالتفاؤل والحياة، لم تكن تلك اللحظة إلا كانقضاء شوط من الحياة ليبدأ الشوط الأكثر حماساً، نعم يا رفاق، تتابع الأزمنة ونحن من يصنعها، ما دمنا على قيد الحياة فنحن على قيد العمل، على قيد الأمل، تلك البداية تنبئنا بتجديد الحياة، تجديد الفكر، تجديد حتى النيات، يعجبني ذاك المُقعد على فراشه لم يكن له إلا لسان ذاكر وقلب صابر، تلك البداية أنعشته وقال بكل سرور: سأضيف عاماً من الصمود ومواجهة الألم في رزنامتي، لم يكره الحياة، ولم تزده الأيام إلا قوة وصلابة، فكيف بنا ونحن نملك الحراك والعمل، ولدينا الكثير مِن الفرص نحتاج فقط أن نحسن صياغتها، دع الأيام التي فشلت فيها، والمرّات التي حدثت نفسك بـِ سأعمل كذا وسأنجز كذا وتمر الأيام بلا عملٍ أو إنجاز، دع كل هذا خلفك، واخلعْ تلك العدسة القاتمة، واترك عينك تبصر الحياة بألوانٍ زاهية، فالماضي.. ذكرى جميلة تدفعك للأمام، وموقف جارح علمك درساً، وتجربة جعلت منك شخصاً آخر، كل ما مر دونه وأطبق الصفحة لتبدأ أخرىٰ بيضاء جديدة، انحت بحبر الإصرار أعلاها رسالتك التي من أجلها تحيا، ثم أدرج تحتها أهدافاً منسدلة، ولتكن متأرجحة بين الصغيرِ والكبير، لتصنع منك شخصاً ملهماً في نهاية العام.
اجعل تلك البداية هي بداية للحياة، بداية للحب، بداية للسلام بداية لكل ما هو جميل يصنع لك جمال أيامك.