على الرغم من الحملة المسعورة ضد المملكة حاليا، إلا أن تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، أمس، بشأن قضية اختفاء المواطن جمال خاشقجي في تركيا أمس حددت 4 ثوابت رئيسة تسهم في وضع الأمور في نصابها الصحيح وتغلق باب المزايدة الرخيصة من جانب دول في الشرق والغرب وأبواق إعلامية مأجورة تريد الإساءة إلى المملكة بأي شكل، ويتناسى هؤلاء الموتورون تأكيدات عائلة الخاشقجي رفضهم القاطع تسييس قضية ابنهم لصالح أحد، مؤكدين ثقتهم في سلطات بلدهم حتى إعلان الحقيقة كاملة.
الثوابت السعودية
لقد أبرزت تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سعود الكثير من منطلقات المملكة الثابتة وفي صدارتها رفض هذا الهجمة غير المبررة إطلاقًا قبل كشف نتائج التحقيقات، مع ضرورة الالتزام بانتظار نتائج لجنة التحقيق السعودية التركية، التي تشكلت لهذا الغرض، في ظل الحرص التام على مصلحة المواطنين في الداخل والخارج.. وإذا كان من السهل تبيان الأسباب التي تقف وراء هجوم الجزيرة في قطر وأبواق الإخوان في تركيا على المملكة منذ فترة ليس بالقصيرة، فإنه بات من الضروري على المؤسسات الإعلامية الدولية التي تدعي النزاهة والحيادية، أن يكون لها دور في فضح الأبواق الموتورة، بالطلب منها أن تقدم الأدلة على مصداقيتها وأن تلجأ إلى عرض الرأي والرأي الآخر، ويبقى من حق المملكة أيضًا مقاضاة كل من روج الأكاذيب منذ اللحظة الأولى لاختفاء الخاشقجي، وكأنه قد كشف عنه الحجب.. أن من المؤسف حقًا، أن تتدشق قناة الجزيرة ومذيعيها كل دقيقة، بأنها منبر الرأي والرأي، وهي تعلم أن هذا الشعار منها براء، لأنها لم تر النور إلا من أجل زرع الفتن والشقاق في الدول العربية وتغذية الإرهاب وتشجيعه في كل مكان، وما جرائمها في ليبيا وسوريا والعراق ببعيد.
البحث عن الحقيقة
ونظرا لسعي المملكة إلى الوصول إلى الحقيقة وحدها، لم تتوان لحظة عن اتخاذ أي إجراء يقرب لهذا الهدف، بداية من فتح باب قنصليتها أمام وسائل الإعلام، والترحيب بالتعاون مع الجانب التركي في التحقيقات من خلال لجنة مشتركة، يجب أن تكون هي المصدر الرئيس لما ينشر في وسائل الإعلام، وليس هؤلاء القابعين خلف مكاتبهم الوثيرة في أقاصي الأرض.
لقد كان من المستهجن تماما أن تصدر كل هذه الردود السلبية ضد المملكة على خلفية حادثة ما زالت رهن التحقيق، ولم يرشح الكثير من المعلومات الموثوقة عنها، وهو أمر لم يحدث في أي دولة بالعالم.. ومن هذا المنطلق يمكن القول بمزيد من الاطمئنان إن كل المؤشرات تشير إلى حملة مسعورة تستهدف النيل من المملكة، وليس من بين أهدافها الوصول إلى الحقيقة، ويقف وراء هذه الحملة الحسد والحقد بسبب منجزات سعودية عملاقة تحققت على الأرض وفق رؤية إصلاحية شاملة، وقديما قال الإمام الشافعي، يرحمه الله، عن الحسد والحقد:
وداريت كل الناس لكن حاسدي مداراته عزت وعز منالها.. وكيف يداري المرء حاسد نعمة، إذا كان لا يرضيه إلا زوالها.
والحقيقة، أنه كما فضح الله هؤلاء الحاقدين في السابق، وكشف كذبهم، ستنكشف الحقيقة هذه المرة، بالعمل الجاد والصبر على كيد هؤلاء كما يقول الشاعر:
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله.. فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
ولهؤلاء المأجورين والمزايدين، نقول، أين أنتم من حرية الرأي واختفاء عشرات، بل مئات الصحافيين في مختلف أنحاء العالم.. إن المملكة وهي الحريصة على أبنائها دون مزايدة من أحد، لتدعو الجميع أن يهتموا بشؤونهم الداخلية في دولهم، كما اهتمامهم بالشأن السعودي، وليحدثنا إعلام الجزيرة المسموم عن الآلاف الذين تنزع جنسياتهم في قطر، والشاعر المسجون بسبب بيتي شعر، وأن يتطوع الإعلام الأمريكي لكشف حقيقة اختفاء عشرات الصحافيين في العراق وغيرها من الدول بسبب التدخل الأمريكي.
إن المعالجة الراهنة لقضية اختفاء خاشقجي كشفت وللأسف الشديد عن حجم الهجمة التي تتعرض لها المملكة، بعد أن استغلت بصورة غير مهنية على الإطلاق، الأمر الذي يستلزم على الجميع، وقد أدلوا بتكهنات وهرطقات، طوال الفترة الماضية، أن يصمتوا وينتظروا الحقيقة إذا كانوا لها بالفعل طالبين.
اختفاء خاشقجي يكشف حملة مسعورة لاستهداف المملكة وليس الحقيقة
تاريخ النشر: 14 أكتوبر 2018 03:15 KSA
عبدالعزيز بن سعود أغلق باب المزايدات الرخيصة
A A