Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا حكومات العالم احذروا “ويكيليكس”!

الكثيرون يبحثون عن إجابات لأسئلة وتساؤلات عديدة حول موقع (ويكيليكس) الذي أصبح فجأة بطلًا في نظر البعض، ومجرمًا في نظر البعض الآخر. التساؤل الرئيسي هو: ما هذا الموقع؟

A A

الكثيرون يبحثون عن إجابات لأسئلة وتساؤلات عديدة حول موقع (ويكيليكس) الذي أصبح فجأة بطلًا في نظر البعض، ومجرمًا في نظر البعض الآخر. التساؤل الرئيسي هو: ما هذا الموقع؟ وكيف أمكن أن تتوفر له كل هذه الكمية من المعلومات السرية؟ وما إذا كان الموقع يستهدف أناسًا أو بلدانًا معينة أم أنه مدفع رشاش انطلق بدون ضابط في كل اتجاه؟ أعضاء في الكونجرس الأمريكي (من الحزب الجمهوري) أطلقوا (فتوى) بقتل جوليان أسانج، مؤسس موقع (ويكيليكس). فالرجل حصل على أكثر من ربع مليون برقية سرية من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية تكشف محادثات الدبلوماسيين الأمريكيين مع مختلف زعماء العالم، ومدى تجسس أمريكا على حلفائها وكذلك العاملون في الأمم المتحدة، والصفقات التي تتم فيما بين أمريكا ودول حليفة أو غير حليفة. الموقع ليس جديدًا، ولكن الجديد أن ضابط استخبارات صغيرًا في الثالثة والعشرين من عمره اسمه برادلي ماننج، لديه صلاحية الدخول على أسرار الدولة تمكن لوحده (حسب المعلومات التي وفرها الأمريكيون للصحافة) من نقل المعلومات التي تحدث عنها العالم والمكونة من أكثر من ربع مليون وثيقة سرية، لم نشاهد سوى القليل منها. وتقدم لنا عبر أجهزة الإعلام الغربية وفي الموقع بالتقسيط يوميًا. إذن الأمريكي الشاب ماننج حصل على الوثائق السرية، وأعطاها لموقع ويكيليكس الذي قام بدوره بتوزيعها على صحف لاباس (اسبانية) ولوموند (فرنسية) وشتيرن (ألمانية) والجارديان (بريطانية)، وأشركت الأخيرة، النيويورك تايمز (أمريكية) في الوثائق التي سلمت لها. وبعدها بدأ نشر الوثائق على مراحل يومية في الموقع وبالتنسيق مع الصحف التي تقوم بالتحليل والتركيز على النقاط الرئيسية في الوثائق السرية لذلك اليوم. هل هناك دولة أو عدة دول مستهدفة عبر تسريب هذه الوثائق؟. من الصعب الحكم على ذلك في هذه المرحلة قبل أن تتضح محتويات عشرات آلاف الوثائق الموعود كشفها. إلا أن الملاحظ حتى الآن أن الشرق الأوسط حظى بحجم ضخم من الوثائق وكان نصيب تركيا الأكبر حيث خصصت لها (818 7) وثيقة، بينما كان حظ العراق أقل من ذلك في (677 6) وثيقة.. وكشفت الوثائق عن قلق الرئيس آصف زرداري، والذي عبر عنه لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أن يقوم رئيس الاستخبارات والجنرال أشفاق برويز كياني، قائد الجيش بالتخلص منه. وأن وزير الدفاع اللبناني قال للسفير الأمريكي أن على إسرائيل عدم استهداف مناطق المسيحيين عند حربها القادمة ضد حزب الله. وتسعى الوثائق إلى إلباس معلوماتها بلباس الإثارة وهي تتحدث عن خشية دول الخليج من السلاح النووي الإيراني، وتنقل عن وزير خارجية دولة خليجية قوله إن الإيرانيين يكذبون علينا ونحن نكذب على الإيرانيين. ويضيع الباحث في أكوام الوثائق في معرفة ما الصحيح من هذه الوثائق، وما غير الدقيق، وما غير الصحيح منها؟ عندما بدأ جوليان أسانج، مع عدد من الشركاء، موقعه في ديسمبر عام 2006م، أعلن أنه يستهدف كشف الفساد في مختلف أنحاء العالم ودعا كل من لديه وثائق سرية عن ذلك إلى تقديمها له حيث سيعمل على كشف أسرارها على موقعه. وقام بالفعل بنشر معلومات عن الفساد في كينيا وفي مواقع أخرى من العالم. إلا أن انطلاقته الكبيرة كانت خلال هذا العام، والذي نشر خلاله حوالى تسعين الف وثيقة سرية تتعلق بعمليات الجيش الأمريكي وتقارير سرية عن الحرب في أفغانستان. وبعدها ببضعة شهور، نشر (في شهر أكتوبر الماضي) حوالى أربعمائة ألف وثيقة تتعلق بالحرب في العراق بعد غزوها عام 2003م. ويوم الأحد 28 نوفمبر (الشهر الماضي) بدأ الموقع بنشر صيده الأخير وهو ما يزيد على ربع مليون وثيقة سرية من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية والمتهم موظف المخابرات الأمريكي الشاب ماننج بتسريبها إليه. وهي تغطي الفترة من 28 ديسمبر عام 1966م حتى 28 فبراير من هذا العام (لاحظوا تكرار تاريخ 28 بين هذه التواريخ). نظريات المؤامرة حول هذا الأمر عديدة وليست حكرًا على العالم الثالث، وأحد المواقع الأمريكية يتهم (أيباك) وإسرائيل بأنهما وراء تسريب هذه المعلومات للإضرار بأمريكا، لأن لا أحد يملك هذا القدر من المعلومات السرية الأمريكية سوى اللوبي الإسرائيلي وحكومة إسرائيل. إلا أن ويكيليكس يتحدث عن نيته فتح مواقع متخصصة لمناطق مختلفة من العالم ولن يكشف أسرار أمريكا الخارجية فحسب بل سيكون هناك كما هو محتمل موقع لأسرار الصين وآخر لأسرار دول الشرق الأوسط وثالث لأسرار الأوروبيين. وغير ذلك. موقع ويكيليكس وإدارته تحيط بها أسرار يحافظ عليها أصحابها أكثر من محافظة أي دولة على أسرارها بحجة حماية مصادر معلومات الموقع. ومن بين هذه الاسرار تمويل أعمال الموقع والعاملين فيه إذ يقول من يديرونه بأن تمويلهم يأتي من: “منظمات حقوق الإنسان، وصحفيين متخصصين في الأبحاث، وأفراد يعملون في مجال التكنولوجيا، ومتبرعين آخرين”. وعلى من يريد أن يحاول كشف سر (ويكيليكس) أن يجرب حظه بحثًا عن سر هذا الموقع. وربما يكتشف شيئًا، وقد لا يكتشف أي شي، ويبقى التساؤل قائمًا!!! ص.ب 2048 جدة 21451 adnanksalah@yahoo.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store