Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

سوق الإعلان الجديد

A A
قبل فترة من الزمن وصل حجم الإنفاق على الإعلان في المملكة إلى أكثر من 5 مليارات ريال تقريباً غير أن خارطة الإنفاق على هذا الإعلان تغيرت مؤخراً بشكل كبير، فقد نما الإعلان الرقمي بشكل واضح خصوصاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعية والتي اعتمدت بدورها على بعض المشاهير من جهة وبعض الحسابات المختلفة ذات الاشتراك المرتفع من جهة أخرى.

مفهوم الإعلان أصبح يتطورعاماً بعد عام، ففي الوقت الذي تضاءلت فيه الإعلانات المرئية في القنوات الفضائية وكذلك الإعلانات المطبوعة في الصحف لارتفاع تكلفة إنتاجها وبثها أو نشرها فقد نحا الإعلان المرئي منحى آخر ليتم إنتاجه بتكلفة أقل وجودة أعلى ويبث على مواقع التواصل المختلفة بدلاً من القنوات الفضائية، في حين سعت جهات أخرى إلى استخدام الإنفوجرافيكس لتبسيط الإعلان، وكذلك الرسوم الكارتونية مما ساهم في جعل الإعلان حيوياً وذا طابع عصري حديث.

الظروف الاقتصادية الأخيرة لبعض الشركات جعلتها تركز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعية وبعض المشاهير لنشر إعلاناتها مما اضطر أولئك المشاهير إلى استخراج تصاريح خاصة بالإعلانات خصوصاً مدفوعة الثمن كونهم يقومون بنفس الدور الذي تقوم به وكالات الإعلان في حين تمكنت بعض الحسابات المليونية من أخذ حصة من تلك الإعلانات خصوصاً عبر برنامج (تويتر) أو السناب أو بعض التطبيقات المختلفة.

في الماضي كنا نرى الإعلان بشكل إلزامي قبل أو بعد أو في وسط أي فيلم أو برنامج، أما اليوم فإن بعض برامج التواصل تعطيك الفرصة لتجاوز الإعلان وتجاهله أو حتى إلغائه وعدم مشاهدته في حين أصبح من مميزات بعض القنوات المدفوعة أنها لا تضع إعلانات في برامجها فيمكن للمشاهد أن يشاهد الفيلم كاملاً بدون أي فواصل إعلانية مما يتوافق مع نتائج دراسة نشرت وأعدتها شركة إكسنتشر وأجريت في 28 بلداً واستطلعت آراء 28 ألف شخص أفادت بأن 42% من المشاركين في استطلاع الرأي مستعدون لدفع المال من أجل وقف الفواصل الإعلانية والتخلص منها، بل إنها وجدت بأن 61% على اطلاع بتعدد الخيارات المتاحة أمامهم للتخلص من الإعلانات التجارية.

خارطة الإعلان أصبحت تتغير عاماً بعد عام وعلى وكالات الإعلان من جهة والشركات المعلنة من جهة أخرى أن تتأقلم مع ذلك التغير سواء من الناحية الاقتصادية أو من ناحية الخطة الإعلانية والتسويق والإنتاج، فالوقت المتاح للإعلان اليوم أصبح يتضاءل مع كثرة ما يصل الى الناس من خلال وسائل التواصل المختلفة، فلم يعد هناك وقت للإعلانات التقليدية، ومن سيتمكن من التأقلم مع الخارطة الجديدة للإعلان هو من سيتمكن من المنافسة والتميز وإثبات نفسه في سوق الإعلان الجديد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store