.. في حديث ولي العهد كانت هناك رسائل مهمة، وقوية، وموجهة.
****
.. رسائل مفادها: نعرف ماذا تريدون منا؟ وندرك ماذا تخططون لنا؟ لكننا بشعب عظيم جبار وبمقدرات كبرى وبلحمة متماسكة وبمستقبل واعد سنكون الأقوى أمام كل التحديات..
****
.. نحن نعرف أن ما يجري حاليًا هو استهداف كبير ومنظم ومباشر على المملكة.. القضية أكبر وأخطر من موضوع جمال خاشقجي..!!
****
.. ولهذا استخدم سموه مفردات الحرب والانتصار والعظيم والجبار واستخدم تشبيهات القوة كجبل طويق..
****
.. عمومًا سأترك هذا جانبًا وأنتقل للحديث عن جانب هام وهو (الإعلام).. وذلك باعتبار أن ما نواجهه حاليًا هي قضية إعلامية بامتياز..
****
.. وكان السؤال الملح جدًا جدًا كيف واجه إعلامنا؟ وهل نجحنا في التصدي لهذه الحملات الإعلامية المركزة..؟!
****
.. مع الأسف.. (لا) وكل ما يحدث هو اجتهادات فردية ومحاولات خجولة وغير مؤثرة..!
****
.. وحتى مواقع التواصل الاجتماعي رغم كل هذا الاحتشاد يظل إعلامًا عفويًا مشوشًا وغير مؤثر..
****
.. أعجبني قول الدكتورة سميرة رجب وزيرة الإعلام السابقة في البحرين: «أين إعلامنا الخليجي؟ منذ سنوات طويلة وحتى هذا اليوم لم نجد إعلامًا خليجيًا قادرًا و(كفوًا) وذكيًا يواجه كل هذا الإعلام الذي يستهدفنا.. نريد إعلامًا يصل إلى عقل المواطن وعقلاً يستهدف الأجهزة التي تستهدفنا مباشرة»..
****
.. نحن بعد أحداث 11 سبتمبر اضطررنا إلى إرسال وفود تطوف أمريكا وأوروبا لتحسين صورة المملكة ولازلنا نرسل الوفود.. وفي عام 1437هـ طالب الشورى وزارة الخارجية بتصحيح صورة المملكة خارجيًا، وهذا يعني أن الصورة الإعلامية السعودية عالميًا مشوشة أو لم تصل..!!
****
.. سياستنا الإعلامية وضعت من عشرات السنين وهي نمطية وتقليدية بحتة.. وأغلب موادها الثلاثين تركز على الداخل..!!
****
.. ولخطورة المرحلة ولخلق إعلام (كفؤ) يواجه ويتصدى ويمتلك الفعل وردة الفعل في آن واحد، لابد من حضور إعلامي قوي يقوم على: ايجاد مرجعية إعلامية عليا تكون نافذة وداعمة وموجهة على غرار المجلس الأعلى للإعلام ولكن بشكل مختلف، بناء إستراتيجية إعلامية جديدة تصنع إعلامًا حركيًا ذكيًا، التركيز على الخارج وفتح قنوات اتصال واسعة، إيجاد غرفة عمليات إعلامية موحدة لإدارة الأزمات، رفع مستوى أدوات الإعلامي السعودي وتدريبه وتزويده بالمعلومات، استخدام منصات التواصل بمنهجية إعلامية مدروسة.. وغير ذلك مما قد أجهله ويعرفه صناع القرار.