في هذه المرحلة الزمنية تحديداً، أصبح الإعلام بكل صورهِ واتجاهاتهِ هو المُحرِّك الأساس للرأي العام، لذا نجد أن دول العالم الأول تستخدمه لتغيير اتجاهات شعوبها وتعزيز سياساتها الخارجية والداخلية، ومن هذا المنطلق نجدها تُوليه جل اهتمامها ودعمها، وتحرص على تأسيس المنابر التي تخدم هذا المجال، كالقنوات الفضائية والصحف الورقية والإلكترونية، والإذاعات، بالإضافة إلى استثمار الميديا بكل صورها، لذا نراها تستخدم كل ذلك لفرض سياساتها على المُتلقِّي بكل يسرٍ وسهولة.
وبإسقاط ذلك على واقع الحال الذي يعيشه إعلامنا، نجد أن القصور يكتنف العديد من وسائله، حيث نجده إعلاماً محلياً تقليدياً وغير مُؤثِّر خارجياً بالشكل المأمول، بل تأثيره الداخلي محدود، كون الإعلام الخارجي سحب من تحته البساط، حتى أصبح تأثيره على الرأي العام أكثر.
ومن هذا المنطلق، يستوجب إعادة النظر في أجهزتنا الإعلامية بكل صورها واتجاهاتها، من خلال وضع السياسات التي تتناسب والواقع الذي يعيشه عالمنا اليوم، خاصة أن دولتنا -رعاها الله- تحتل مكانة كبيرة بين دول العالم، اقتصادياً وسياسياً ودينياً.. لذا اقترح:
1 - إعادة النظر في صياغة السياسة الإعلامية لدينا لمواكبة المستجدات التقنية والسياسية والاجتماعية، فالملموس في طرح قنواتنا الإعلامية، وحتى طرحنا الصحفي، أنه مازال تقليدياً متقادماً.
2 - استحداث الوسائل الإعلامية الحكومية المرئية والمسموعة والمقروءة التي تُخاطب العالم بكل لغاته، فنحن دولة -حباها الله- بخيراته، ومكانة دينية واقتصادية عالمية، لذا، يستوجب علينا أن نقوم بمثل ذلك، فالكثير من دول العالم لازالت تجهل عَنَّا الكثير. وللأسف الشديد فإن القنوات الإعلامية المعادية والحاقدة لازالت تُغذِّي سُكَّان تلك الدول بالمعلومات المشوّهة عن بلادنا، في ظل قصور كثير من مؤسساتنا الإعلامية.
3 - استجلاب خبراء الإعلام العالميين لتلك القنوات، ليكون تأسيسها على أسس متينة واستجلاب المراسلين لها من كل البلدان، وتدعيمها بكافة التجهيزات الإعلامية الثابتة والمتنقلة لمواكبة الأحداث حين وقوعها مباشرة، فنحن مازلنا بحاجة إلى الكثير من المعارف والمهارات التي تُعزِّز قدرات منسوبي الإعلام لدينا.
4 - توسيع دائرة الصلاحيات للقائمين على أجهزة الإعلام ورفع سقف حرية التعبير مِن قِبَل القائمين على مؤسساته، كي يُحقِّق طرحنا الإعلامي المصداقية الكاملة في نقل الحدث ووصفه.
5 - الحرص على التوسُّع في الحوارات وطرح الأفكار ومناقشتها بصدقٍ وموضوعية ضمن وسائلنا الإعلامية، وهذا حتماً سيُحقِّق لنا التقدُّم المنشود لإعلامنا المحلي.
6 - إقامة الدورات لتنمية المهارات الإعلامية والتقنية لمن يحتاجها من المنتسبين إلى الإعلام بمختلف صورهِ، فكل شئ يتطوَّر، وحتماً لابد من مسايرة ذلك التطور بما يتناسب معه من معطيات. والله من وراء القصد.