.. في الأسطورة الأغريقية: ظل «سيزيف» طوال حياته يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، وإذا ما وصل القمة تدحرجت إلى الوادي ليعاود رفعها إلى القمة ثانية..!!
****
.. ذكَّرتني صخرة سيزيف بإشكالية تعليق الدراسة وقت اشتداد الأحوال المناخية..!!
****
.. (تعليق الدراسة) هي الكرة التي تتدحرج في كل الأروقة والممرات من لجان التنسيق في الأمارات، إلى الأرصاد، إلى الدفاع المدني، إلى وزارة التعليم، إلى إدارات التعليم، إلى المدارس..
الكل يتقاذفها ولم تستقر بعد..!!
****
.. من جانب آخر تتدحرج ذات الكرة ما بين وزارة التعليم، وإداراتها التعليمية، ومدارسها.. من يملك القرار..؟
ثلاثة مسميات تغيرت للوزارة واشكالية كرة الثلج لم تزل..!!
****
.. حاولت الوزارة الإمساك بقرار «التعليق» فصدمها حصاد (المركزية) بكثير من المشاكل والحوادث بسبب التباعد وصعوبة اتخاذ القرار.. لذا سارعت إلى الخلاص من هذا الهم بإعادته إلى إدارات التعليم..!!
****
.. وفي إدارات التعليم بدأت أراجيف التحذيرات وحمى تفسير الألوان وبدأت فوازير من يعلق الجرس؟ ومن يعلق الدراسة...؟!!
****
.. في شعبان الماضي استعادت (وزارة التعليم) الوجع من جديد.. جعلت تعليق الدراسة شأنًا مركزيًا مرة أخرى..!!
****
.. والسؤال البديهي جدًا: إذا كان التخلص من المركزية بسبب كثرة مشاكلها.. فلماذا تستعيدها إذًا..؟!!
****
.. والمدهش في تبرير القرار: «تعطيل الدراسة يؤثر في سير العملية التعليمية ويقلل من فرص التعليم».
صراحة أحسست أننا نتحدث عن (ميغالايا) الهندية أو (سياتل) الأمريكية وليس عن بلد صحراوي أمطاره أياماً معدودات..!!
****
.. والمدهش أكثر أن الوزارة شكلت لجنة من ستة أعضاء ينسقون مع عدة جهات في كل امارة منطقة.. فمتى يجتمعون؟ ومتى ينسقون؟ ومتى يقررون؟ ومتى يصل القرار إلى منطقة طرفية؟ (والسيل ياعبيد)..!!
****
.. ولا أدري هل وصلت إلى الوزير أو إلى اللجنة صرخات المعلمات العالقات وسط الأمطار والسيول والصخور في إحدى عقاب الليث..؟!!
****
.. ياوزارة التعليم.. لديك من المشاكل ما يكفيك.. إما اتركي الأمر لهيئة الأرصاد وحماية البيئة أو اعيديها إلى إدارات التعليم..!!
****
.. ان إبقاء الصلاحيات في أيدي مديري التعليم مع معالجة الاختلالات يجعل القرار مباشرًا وسريعًا، بما يحفظ سلامة الأرواح.. وهذا أفضل في نظري.