هناك اعتقاد منتشر بين أوساط يمينية في أمريكا بأن مجموعة من الأثرياء اليهود، مثل روتشيلد وبلومبرج وسوروس، تهيمن على صناعة القرار في بلادهم، وتسعى لهدم النظام الديمقراطي القائم وتمزيق البلاد. وتركزت الحملة، في السنين الأخيرة، على شخصية جذبت الكثير من حملات الكراهية في أمريكا وأوربا، وهو البليونير اليهودي، المجري الأصل، جورج سوروس. حتى أن الرئيس دونالد ترمب عندما سأله الصحفيون، الأسبوع قبل الماضي، ما إذا كان يعتقد أن قوافل المهاجرين التي تزحف من أمريكا الجنوبية باتجاه حدود الولايات المتحدة الأمريكية يتم تمويلها من قبل البليونير جورج سوروس أجاب: «لست أدري، ولكنني لن أستغرب ذلك، كثير من الناس يقولون نعم».
سوروس معروف بتأييده القوي للقضايا والجماعات الليبرالية، وبلغ مجموع ما تبرع به لصالح هذه القضايا خلال الأعوام من 1979 حتى العام الماضي 2017، حوالي اثنى عشر بليون دولار. وخصص من ثروته (18) بليون دولار تُصرف على الأعمال الخيرية، بما فيها القضايا الليبرالية. وكان له دور بارز في إسقاط الأنظمة الشيوعية التي كانت قائمة في أوربا الشرقية. وقبل ثلاث سنوات اتهمه رئيس وزراء المجر بأنه يسعى (لإغراق) البلاد بأعداد كبيرة من المهاجرين من الشرق الأوسط. وهو الأمر الذي جعل من السهل على أعضاء في الحزب الجمهوري الأمريكي أن يتهموه مؤخراً بتمويل قافلة المهاجرين الزاحفين من أمريكا الجنوبية إلى حدود الولايات المتحدة الأمريكية. ونظراً لأنه من مواليد بودابست العاصمة المجرية فإن حكومة المجر ساعدت على إلهاب مشاعر الناس ضده، حتى أن صورته وُضعت على أرض مداخل الباصات، حتى يقوم مستخدمو المواصلات العام بالدوس عليها، تعبيراً عن كراهيتهم له.
وخلال عام 2004 قيل إنه صرف في أمريكا حوالي 27 مليون دولار في محاولة فاشلة لوقف إعادة انتخاب جورج بوش حينها، ويُقال إنه وراء صعود باراك أوباما لكرسي الرئاسة الأمريكية بدعم مالي وتنظيم سياسي ضخم، وتبرع بمبالغ كبيرة لانتخاب أوباما ثم لإعادة انتخابه، وكذلك وقف إلى جانب هيلاري كلينتون في حملتها الرئاسية ضد دونالد ترمب. ويُعتَقد أنه قام بتمويل أنشطة ما سُمِّي بالربيع العربي، ويقوم بالصرف على أنشطة متطرفة متعددة، بما فيها حركة الإخوان المسلمين.
وهناك بليونيرات يهود آخرون يقومون بنفس الأنشطة، مما يثير ضدهم الأقاويل والأخبار. وأصبح الآن اليمين الأمريكي أكثر الأصوات ارتفاعاً باتهام سوروس بأنه جزء من مجموعة يهودية تقوم بتمويل عدد من المؤامرات في عدة أجزاء من العالم. ويعيش اليهودي وسط المجتمعات الأوربية والأمريكية، مُتَّهمًا أحياناً بالحق وأحياناً بدون دليل، على العمل ضد المجتمع الذي يعيش فيه، وأدت، في السابق هذه المشاعر ضد اليهود إلى القيام بعملية إبادة تولَّاها النازيون في ألمانيا الهتلرية، ودفع البعض إلى ابتكار كيان لليهود يخرجون إليه من أوربا، ويُقلِّص فرص اضطهادهم. إلا أن اليهود قاموا في فلسطين بإقامة كيان عنصري واضطهاد الفلسطينيين والتهرب من الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، مما ساعد على مواصلة أوربا وأمريكا النظر إلى اليهودي الثري بأنه يمكن أن يكون عامل تخريب في بلاده وعدم القبول بحقه في العمل السياسي النشط.
اليمين الأمريكي لا يحب البليونيرات اليهود
تاريخ النشر: 13 نوفمبر 2018 01:00 KSA
ويعيش اليهودي وسط المجتمعات الأوربية والأمريكية، مُتَّهمًا أحياناً بالحق وأحياناً بدون دليل، على العمل ضد المجتمع الذي يعيش فيه، وأدت، في السابق هذه المشاعر ضد اليهود إلى القيام بعملية إبادة تولَّاها النازيون في ألمانيا الهتلرية، ودفع البعض إلى ابتكار كيان لليهود يخرجون إليه من أوربا، ويُقلِّص فرص اضطهادهم
A A