في مقالٍ سابق نشرته هنا بعنوان (قلب الشمال بحاجة «حُرة» تجارية) تحدثت به عن أهمية منطقة الجوف وموقعها الجغرافي وأسميتها قلب الشمال، لاسيما بأنها تقع في منتصف الشمال وفيها بوابة الوطن التي تربط بلاد الشام وأوروبا بدول الخليج، وأيضًا لأنها القلب النابض للزراعة في المملكة.
وهذه الأيام يشهد الحزام الشمالي للمملكة «تبوك، الجوف، الحدود الشمالية» زيارات مليئة بالخير والمشروعات التي من شأنها الإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030.
ومما لا شك فيه بأن أي مشروع يخدم جميع فئات المجتمع والمحافظات ويحافظ أيضًا على الشباب يعد هو رأس المال الناجح والذي تسعى حكومتنا الرشيدة على الاستثمار فيه.
وقبل طرح المقترح سأشير لبعض النقاط والأفكار التي هي هاجس لأهالي منطقة الجوف والحدود الشمالية والتي من شأنها تدعيم المقترح: «محافظة القريات يبلغ عدد سكانها قرابة 280 ألف نسمة وطبرجل قرابة 100 ألف نسمة وطريف قرابة 100 ألف نسمة». تقريبا تبعد القريات عن طريف 150 كلم وطبرجل عن القريات 140 كلم وطريف عن طبرجل بالطريق المقترح والذي يطالب أهالي طبرجل وطريف بافتتاحه لربط المنطقتين قرابة 120 كلم.. لو نظرنا لنقطة الارتكاز والالتقاء والتي تجمع الثلاث محافظات لوجدنا بأن جزءا كبيرا جدًا يقع ضمن نطاق محمية «حرة الحرة» والذي يبعد عن الثلاث محافظات قرابة 70 كلم.
وأود أن أشير بأن مطار القريات يعاني من نقص الرحلات وتزاحم المسافرين لا سيما بأن القريات هي بوابة الوطن ولا يتسع للكم الهائل من المسافرين، كذلك حاجته للترميم والحال نفسه لمطار طريف بينما طبرجل مطالباتها خلال السنوات الماضية إنشاء مطار يخدم طبرجل وافتتاح الطريق الرابط بين المنطقتين. وباعتقادي بأن تكلفة إنشاء مطار محوري يقع في قلب الجوف في المنطقة المقترحة سيكون أقل من تكلفة الترميم كذلك سيسد الاحتياج. لا شك بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لمنطقة الجوف هو شرف لأهالي المنطقة واحتفاء عظيم بقائد دفة التنمية والتطوير ومن باب لا يكرم المرء في داره نقول شكرًا لك يا سيدي الذي أكرمتنا بأن نسكن في قلبك وجوفك ودارك.