العِبَارَاتُ المُختَصرَة التي تَحْمِل مَعنَىً كَبيراً، عَرَفهَا التُّرَاث العَربي بشَكلٍ كَبير، لدَرجة أنَّ العَرَب أَسَّسوا -فِي القَرن الرَّابِع- فَنًّا أَدبيًّا يُسمَّى «فَنّ التَّوقيعَات»، والنَّواصِي التي بَين أَيديكم، هي مُجرَّد امتدَاد لِذَلِكَ الفَن.. وإليكُم أَحدَثهَا:
* بالأَمس كُنتُ حَزيناً، والآن أَنَا سَعيد سَعَادَة تُلَامِس السَّمَاء، إنَّني مَسرورٌ كسرُور الطُلَّاب الكسَالَى؛ فِي يَومِ الخَميس..!
* لَا أَتَّبعُ سيَاسِة «خَالِف تُعرَف»، ولَكن إِنْ وُجِدَ خَطأ بالصّورَة أَو الكِتَابَة، فذَلك يُشجِّع النَّاس عَلَى الرَّد والأَخْذ والعَطَاء..!
* لَم أَكُن أُصدِّق أَنَّ الحَديث قَد يَتأثَّر بالغُبَار، حَتَّى سَمعتُ العَرَب تَقول: (هَذا الحَديث لَا غُبَار عَليه)..!
* لَا أُحبُّ أَنْ أَكُون «خَلوقاً جِدًّا»، لأنَّ هَذَا يَعنِي أَنَّني «سَيىء جِدًّا»، فمَا زَاد عَن حَدّه انقلَب إلَى ضِدّه..!
* أُحَاول دَائِماً أَنْ أَعمَل، لأَنَّ العَمَل أَرخَص أَنوَاع الأَدويَة، وهو عِلَاجٌ فَعَّال يَطرد نَوبَات القَلَق والهمُوم..!
* أُريدُ تَقليل أَكلِي لَا عَقلِي، وأَحتَاج تَخفيف وَزنِي لَا فَنِّي، وأَتطلَّع إلَى تَقليص بَدنِي لَا سَكنِي، وأَتمنَّى التَّحكُم فِي طَعَامِي لَا أَحلَامِي..!
* أُريدُ مِن الدُّنيَا خَمس كَافَات: كَأسُ شَاي أَخضَر يُنعشُنِي، وكُوبٌ مِن المَاء يُبلِّل عرُوقِي، وكِتَابٌ يُجدِّد عَقلي، وكَرَامةٌ أَحيَا بِهَا، وكِتَابَةٌ أُعبِّرُ بِهَا عَن نَفسِي..!
* تَسَامرتُ فِي الدَّار مَع بَنَاتِ أَفكَاري، فقَالُوا: هَذه خُلوَة مُخلَّة، ولَابدَّ أَنْ تُحضِر لَهنَّ مَحْرَماً، لِذَلك جَعلتُ القَلَم هو المَحْرَم..!
* لِمَاذَا نَستَخدم «الوَاسطَة» فِي مَصَالِحنَا؟ ولَا نَستَخدم «الوَسطيَّة» فِي أَفكَارنَا..؟!
* نُدرِك جيِّداً التَّعريف العِلمِي والحَقيقي لكَلِمَة «مُشكِلَة»، ولَكنَّنا أَسرَفنَا فِي استخدَام عِبَارة: «مَا عِندَك مُشكِلَة»، فلَيتنَا نَتَخلَّص مِن هَذه العِبَارَة..!
* زَارني شَيطان الشِّعر، فقُلت:
الصُّبحُ مصبَاحُ الأَمَانِي كُلّهَا
فازْرَعْ طمُوحكَ عِندَ كُلِّ صَبَاحِ!
* يَقُولُون: «القَانُون لَا يَحمي المُغفَّلين»، وأَنَا أَقول: إنَّ القَانُون جَاء لحمَاية المُغفَّلين، أَمَّا الأَذكيَاء فيَحمون أَنفُسهم..!
* كُلُّ شَيءٍ يَنمُو ويَتغيَّر.. حَتَّى الكَلَام الذي كُنَّا نَتنَاقله بالوَشوَشَة والهَمْس، أَصبَحنَا نَتدَاوله بالحَرَكَات واللَّمْس..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟!
بَقِي أنْ نُودِّعكُم؛ لنَلقَاكُم في النَّواصِي القَادِمَاتِ، عَبرَ الجُمَلِ والكَلِمَات..!!