.. عبدالواحد بن سعود، وجه قادم من جنبات الحصون، ومن بين سنابل القمح.. فجمع ما بين كينونة الحياة، ورمزية الدفاع عن مكتسباتها، ليأتي شعره مضمخًا، بهمِّ المكان وقضية الإنسان..
****
.. إنها الخصوصية التي شكلت في شاعرية عبدالواحد أنموذجًا مختلفًا ومتفردًا يجعلك تستبين حرفه الشعري حتى وإن لم تحضر يوم مولده..
****
.. وإنها الوسامة الشعرية في زمن غدت فيه كل القصائد متشابهة..
****
.. وإنها الوسامة الشعرية التي جعلت من عبدالواحد القصيدة التي تسكن الذاكرة وتستلهم الحضور، في حين إن أكثر القصائد تمر من (هنا) أو من (هناك) دون أن يشعر بها أحد أو تموت كالأشجار واقفة على أطراف ميادين العرضة..
****
.. عبدالواحد خرج من بيت حجر في قرية صغيرة ليتوسد جهات الوطن الأربع..
****
.. والسبب هي تلك العقلية التي جعلته يخرج بالقصيدة الشعبية من دائرتها الضيقة إلى أن تصبح بحجم وطن..
****
.. الشعر عنده رسالة، والرسالة هم كوني وإنساني..
****
.. أحداث العالم وقضايا الوطن حتى الشائكة منها والحساسة وهموم المواطن مهما كان وجعها، كانت تشكل تقاطعات واضحة في شعر عبدالواحد جعلت البعض يذهب بتفسيراتها إلى (الخروج عن النص)..
****
.. وكأن عبدالواحد سابق الزمن أو سبقه لنجد أننا في زمن التواصل الاجتماعي نتحدث عن همومنا بأريحية وشفافية..
****
.. ذات مساء استوقف المعاناة في نبضنا الجمعي.. وفي ذات المساء أشعل فتيل البارود في حسنا الوطني.. طيفان لا يجمعهما في مساء واحد إلا (ذهنية) إنتمائية فائقة الإدراك الحسي والمعرفي..
****
.. ولأن عبدالواحد بكل هذا الفكر الشعري، ولأن عبدالواحد الدكتور الأكاديمي، فإني أرى أن عليه رسالة أخرى يجب أن يؤديها..
****
.. أقترح عليه أن يشكل مع النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون وجهات وأفراد مرجعية يتم من خلالها البحث والتأصيل في تراث وموروث منطقة الباحة..
****
.. أعتقد أن بمقدوره ذلك نظير ما يحظى به من قبول لدى الجميع..
****
.. قدر الكبار من المهام كبارها ومن الأدوار صعابها..
****
.. بقي أن أقول إن عبدالواحد ابن شاعر طيب، شهم، شجاع، وسليل قبيلة عرفت بالسيف واللسان.