يسعى قادة دول مجموعة العشرين التي انطلقت أعمالها أمس في الأرجنتين لإزالة التوترات السياسية والاقتصادية والمناخية من خلال قرارات أو توصيات تصدر عنها اليوم. وعلى الصعيد السياسي نشأت توترات جديدة بشأن أوكرانيا. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء لقاء كان مقررًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة على خلفية التوتر المتجدد بين روسيا وأوكرانيا.
وكتب ترامب على حسابه على «تويتر»، «استناداً إلى واقع أنّ السفن والبحارة لم يعودوا الى أوكرانيا من روسيا، فقد قرّرت أنّه سيكون من الأفضل لكل الأطراف المعنية أن ألغي اجتماعي الذي كان مقرّراً سابقاً في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتين». وأضاف «أنا أتطلّع لقمّة مفيدة مجدداً حين يتمّ حلّ هذا الوضع!».
وأسف الكرملين لقرار ترامب وقال الناطق باسمه «هذا يعني أن المحادثات حول قضايا دولية وثنائية خطيرة ستؤجل إلى ما لا نهاية»، مؤكدا أن الرئيس الروسي لا يزال مستعدًا لإجراء اتصالات مع نظيره الأمريكي. يأتي ذلك فيما انتقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مواجهة التحديات الاقتصادية بـ»خطابات نارية» و»انعزال» و»إغلاق حدود»
الرسوم العقابية
وتبدو الاتفاقية المعدلة التي أطلق عليها اسم اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا (اوسمكا) إلى حد كبير شبيهة بالاتفاقية السابقة. لكن تم إدخال تعديلات عليها تسمح لترامب بإعلان النصر باسم العمال الأمريكيين الذين يقول: إن «نافتا» خدعتهم. ولكن قد لا تكون الاتفاقية الجديدة الحدث الكبير. فالتوقيع عليها سيكون من جانب المفاوضين التجاريين الكبار من الدول الثلاث وليس من جانب الرؤساء المشاركين في قمة العشرين.
وبعد فرض رسوم عقابية على سلع صينية والتهديد بفرض المزيد في يناير، يصوب ترامب أيضًا على الصين فيما يستعد للاجتماع برئيسها شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين.
وترزح الأرجنتين تحت وطأة تضخم وبطالة بسبب أزمة اقتصادية حصلت في أعقابها من صندوق النقد الدولي على خطة إنقاذ لا تحظى بتأييد شعبي.
وقال الحلاق آريل فييغاس (47) عاماً خلال تظاهرة أمام مبنى الكونغرس الأرجنتيني «هناك الكثيرون الذين ليس لديهم بيوت أو عمل. إنهم (قادة مجموعة العشرين) لماذا لا يركّزون على الناس الذين لديهم احتياجات».
الضغط على الصين
وأجرت الولايات المتحدة محادثات مع شي جنيببنغ لمزيد من الضغط على الصين، حيث فرض ترامب رسومًا على ما قيمته 250 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة.
وقالت صحيفة «تشاينا ديلي» الحكومية الجمعة: إن الجانبين يمكن أن يتوصلا الى اتفاق في بوينس آيرس، لكنها حذرت الولايات المتحدة من مغبة زيادة الضغط بشأن التكنولوجيا، وسط اتهامات أمريكية لبكين بسرقة الملكية الفكرية.
وكتبت الصحيفة في مقالة افتتاحية: «في حال بروز أهداف أخرى، مثل استغلال النزاع التجاري لخنق النمو الصيني، لن يتم على الأرجح التوصل إلى اتفاقية».
وأضافت: «لكن اتفاقية جدية تعني أن يغادر الجانبان مسرورين. على الولايات المتحدة أن تتخلى في عطلة الأسبوع عن مقاربتها المعتادة للعلاقات الدولية والقائلة بأن الفائز يأخذ كل شيء».
خلاف حول تداعيات التغير المناخي
حذر الرئيس ماكرون من أن فرنسا قد ترفض المضي قدما في اتفاق تجارة مع مجموعة «مركورسور» الأمريكية الجنوبية في حال انسحب الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جاير بولسونارو من اتفاق باريس للمناخ. وكان الرئيس ترامب قد أعلن قبل أشهر انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ. وذكرت مصادر في مجموعة العشرين أن التغير المناخي يكاد يصبح أكبر عقبة أمام اتفاق حول صدور بيان مشترك في بوينس آيرس. وانتهت قمتان كبيرتان هذا العام لمجموعة الدول السبع ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-المحيط الهادئ، من دون صدور البيانات الروتينية، بسبب خلاف بين ترامب ومضيفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالنسبة الى قمة مجموعة السبع. وقال المفاوض الكندي السابق توماس بيرنس من مركز أبحاث حول الحوكمة الدولية يتخذ من أونتاريو مقرًا «هل سنحصل على بيان؟ إنه فعلًا سؤال مفتوح».
ماكرون ينتقد مواجهة التحديات الاقتصادية بـ«خطابات نارية» و«انعزال» و«إغلاق حدود»
تاريخ النشر: 01 ديسمبر 2018 03:08 KSA
A A