وأَخيراً استَقَال النِّجم الأَسمَر؛ المَائِل إلَى السّمنَة، الصَّديق «نوَّاف المقيرن».. استَقَال مِن نَادي الاتِّحَاد، بَعدَ أَنْ أَثَار عَاصِفَةً مِن الجَدَل؛ قَبل مَجيئه، وأَثنَاء وجُوده، وبَعد رَحيله..!
لقَد كَتبتُ عَن «نوَّاف» فِي هَذه الجَريدَة -قَبل أَشهُر- مَقالاً بعِنوَان: (العِشق المُهيمِن عَلَى نَوَّاف المقيرن)، وأثبتُّ مِن خِلَال ذَلِك المَقَال، أَنَّ «أبا ناصر» اتِّحَادي حَتَّى النُّخَاع، لأنَّه يدعم النّمور مُنذُ عَام 2007م..!
لقَد نَشَأ هَذا الأَسمَرَاني وتَرَعْرَع فِي الرِّيَاض، ولَكنَّه تَمرَّد عَلَى أَندية الوُسطَى، ويَمَّم وَجهه شَطْر القِبْلَة، حَيثُ الغَرب، فعَشِقَ الاتِّحَاد، وجَاءَ إليهِ وهو مُحمَّل بالأَمَانِي والأَحلَام..!
جَاء، فأَثَار عَاصِفَة، وقَال المُرجفون، بأَنَّ الاتِّحَاد لَا يَليق بِهِ إلَّا رَجُل جُدَّاوي، وهَذه مِن أَوهَام البُسطَاء والسُّذّج، لأنَّ الاتِّحَاد مِلْكٌ لكُلِّ مُحبِّيه، وبالتَّأكيد فإنَّ «أبا ناصر»؛ مِن الأشخاص المُستَحقين للرِّئَاسَة..!
لقَد جَاء «أبوناصر»؛ ودَخلَ عَلَى تَاريخ الاتِّحَاد مِن أَوسَع أَبوَابه، فسَدَّد الدّيون، بَل وصَفَّر مَديونيَّات النَّادي، ومِن طِيبَتهِ، أنَّه وَثقَ بمَن يَستَحق، ومَن لَا يَستَحق، لأنَّه طَيِّب وخَلُوق وصَادِق، وكُلٌّ يَرَى النَّاس بـ»عين طَبعه»..!
لقَد بَذلَ الأَخ «نوَّاف» كُلّ مَا فِي وَسعه، وأَعطَى النَّادي كُلّ جُهده، ولَكن الاتِّحَاد -وأَنَا أَحَد أَبنَائهِ، وأَقولهَا بكُلِّ صَرَاحَة- كَانَ يَشتَكي مُنذُ سَنوَات، ومَع الأَسَف أَنَّ القَشَّة التي قَصَمت ظهُور النّمُور، جَاءَت فِي أَيَّام هَذَا الفَتَى الأَسمَر..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: بَعيداً عَن الكَلَام العَاطِفي، وحِسُّ المُؤَامَرَة، والتَّعصُّب الأَعمَى، والعُنصريَّة البَغيضَة، أُوجِّه خِطَاب شُكر -ذَهبي الحرُوف- إلَى «أبي ناصر - نوَّاف المقيرن»، قَائِلاً لَه: لقَد شَحنتَ وجَهَّزتَ السُّفن الاتِّحَاديَّة الصَّفرَاء، ولَكن الرِّيَاح جَرَت بِمَا لَا تَشتَهي يَا صَدِيقي، وانطَبَق عَليكَ بَيت شَاعِر النِّيل «حافظ إبراهيم» حِينَ قَال:
لَا تَلُم كَفِّي إذَا السَّيفُ نَبا
صَحّ مِنِّي العَزمُ والدَّهرُ أَبَى!!