من الممكن أن تضيف الألوان المختلفة إلى حياة ما نوعا من الجاذبية والجمال والروعة والتجدد والبعد عن الرتابة والملل والعيش بنمط واحد..
من يعش في حياة متجددة يشعر بالانسجام وسرعة الاستجابة والقبول.. فاجتماع الألوان يشكل لوحة إبداعية بهيجة تألفها النفس ويقبل إليها القلب وتعشقها العين وتتألف من بين ألوانها المتداخلة عبارات شعرية وإلهامات نفسية وقراءات مختلفة.. إلا أن هناك جوانب حياتية لا يفيد معها التلون وليس لها إلا أن تعيش بلون واحد وشكل واحد.. فالقلوب حين تحمل شكلين وألواناً مختلفة تبدأ معاناتها مع نفسها وتؤثر على محيطها فتصعب قراءتها والتعامل معها.
نختلف كثيرًا لأسباب أقل أهمية من تعب القلوب والأجساد.. فنترك الأجساد تحمل هذه المعاناة فقط لمحافظتنا على تشويش صورنا وتظليلها عن مرأى الآخرين.. ولو اخترنا لأنفسنا لونًا واحدًا وصورة واحدة واضحة لهدأت من حولنا العواصف الحياتية وتقاربت أنفسنا وقبل بعضنا بعضًا.. وبرزت ابتساماتنا على السطح.
لا تغضب.. واعفُ واصفح.. وتقبل غيرك بأي صورة تراه.. والتعالج بالابتسامة.. كل ذلك لتقليل ضجيج الألوان المتداخلة في نفوسنا.. وعدم السماح لها بالتأثير في جوانب حياتنا وجنبات أجسادنا.. ولو أن الصور ثابتة والألوان واضحة والأشكال غير متغيرة لما حدث ضجيج داخلنا وحينها سنشكل رسمة حياة مزركشة جالبة للأنظار مريحة للأسماع..
فمن السعادة المرأة الصالحة الهادئة طيبة النفس القريبة من القلب ذات الخلق الهادئ ومن هنا بشرت خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب.. والرجل ذو الخلق الرفيع والقلب الكبير الذي تقع عينه على كل جميل وتترفع عن ما سوى ذلك فالحياة حديقة إن امتلأت بالشوائب ذهبت نضارتها وجمالها وروعتها.. والصديق الصالح كحامل المسك فهو يمنحك طاقة إيجابية بما تجده معه من روائح زكية على الأقل وهو ما يفقده أصحاب القلوب الملونة فلم يمنحوا أنفسهم طاقات إيجابية فضلا عن أن يعطوها لغيرهم..
الألوان تجذب العيون وتأسرها إلا أن تكون في القلوب فقد تكسر القلوب وتحرقها.