Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نوال بخش لـ "المدينة" : تكريمي مفاجأة سارة قبل الرحيل..!

ضمن فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب

A A
أعربت الإعلامية نوال بخش عن سعادتها بتكريمها في معرض جدة الدولي للكتاب -الذي سيفتتح نهاية الأسبوع الجاري- مع نخبة من رواد الإعلام، وقالت لـ»المدينة»: كانت مفاجأة جميلة لم أتوقعها أبدًا، وحملها إلى اتصال ذات مساء.. وهي أيضًا لفتة كريمة ولها أبعاد تدعوني للامتنان، وقد أسعدت هذه اللفتة كذلك أسرتي وأحبابي، وأشكر من تذكرني في زمن النسيان.. حيث أتت البادرة في وقتها.. قبل الرحيل، فما أصعب على الأسرة أن تتلقى تكريم من تحب بعد فوات الأوان ليكون بذلك رثاءً وليس تكريمًا.. مؤكدة أن مؤهل الإعلامي هو الثقافة الشاملة لا الشهادات أو جمال الصوت والشكل.

بداية المسيرة

وحول بداية مسيرتها قالت بخش: لي حكاية مع الكتاب في مسيرة حياتي، ومنذ البدايات الأولى للطفولة في المرحلة الابتدائية كنت أجدني عاشقة للقراءة، ووراء ذلك عوامل عديدة، منها أنني وجدت نفسي أختًا وحيدة بين خمسة.

إخوة.. أعتز وأفخر بهم، وأخي حسين كان مظلتي النفسية في محيط عملي بالإذاعة ولولا وجوده لتغيّر مسار حياتي تمامًا. ولكوني الوحيدة في الأسرة وليس في محيطي من أهلنا والأقارب في الرياض أحد لأقضي الوقت معهم فقد تكثفت «الوحدة» في حياتي بشكل واضح؛ ولهذا فقد عمد إخوتي لملء فراغ أيامي فتعهدوني بالحنان والرعاية والاهتمام؛ حيث قرروا أن يمدوني بشتى أصناف الكتب والمجلات العربية وروايات مترجمة وكتب علمية ودواوين شعر وُجدت أصلًا للقراء الكبار.. للكتّاب العمالقة آنذاك.

العقاد وطه حسين والمنفلوطي والزيات وسلامة موسى وبنت الشاطئ وغيرهم الكثير مما يصلنا في المكتبات هنا من أدباء المملكة، وكذلك ما كان يصدر من مجلة العربي والنهضة والأسرة وزودوني بمذياع صغير ترانزستر.. وبهذا وجدت نفسي بين الكتب فعشقت القراءة مبكرًا وكبر شغفي بها، ولاحظت معلمة الفصل انعكاس ذلك عليّ فعهدت إليّ بتكوين مكتبة الفصل، وكانت متواضعة وساعدني إخواني وصنعتها من صناديق الفواكه وغلفتها بالورق الملون، وحملت كل كتبي المنزلية إليها وطلبت من زميلاتي الطالبات ونحن مازلنا في المرحلة الابتدائية أن تزودني كل واحدة منهن بكتاب وفتحت دفترًا لتسجيل الاستعارات وأصبحتُ أمينة المكتبة حتى للفصول المجاورة.

الدخول إلى الإذاعة

وتواصل نوال بخش سرد مسيرتها بالقول: في العام الأول من انتقالي إلى المرحلة المتوسطة التحقت مع أخي حسين بالإذاعة، هو مهندس صوت بها.. وأنا عملت التجربة الصوتية ونجحت بتفوق في القراءة والأداء، والتحقت بها وبدأت أشارك مع برامج الكبار وعمري آنذاك 12 عامًا بنجاح وامتياز، وهنا أريد أن أقول إنه لولا كل ذلك لما استطاعت نوال أن تكون مذيعة رائدة تكرم اليوم في معرض الكتاب، فقد أسعفني مخزون قراءاتي وحصيلة ثقافتي التي كونتها من خلال

الكتب العلمية والاجتماعية والنفسية؛ ما جعل تخصصي في دراستي الجامعية في مجال (الاجتماع وعلم النفس)، وانعكس كل ذلك على عملي الإذاعي على مدى 55 عامًا من حيث البحث عن المعلومة الصحيحة والمفيدة لتثري برامجي المتنوعة.

وحول تكريمها تضيف نوال: سعادتي قصوى وأنا أكرم في هذه الاحتفالية الكبيرة التي تُعنى بالكتاب، وأجدني أشم رائحة الكتب التي عشقتها منذ الطفولة كأجمل عطر، وأنا مدينة لها بمسيرتي الإعلامية كلها، ومع الأسف فإن بعض الإعلاميين المستجدين لا يحفلون بالكتاب ونجدهم لا يبلغون المستوى الثقافي الشامل الذي يجب أن يكونوا عليه ليصنعوا التميز في مجال عملهم الإعلامي. فمؤهلات الإعلامي الناجح ليست الشهادة والتخصص الأكاديمي ولا الصوت الجميل ولا الطلة الوسيمة، فكل جيلنا من الرواد العمالقة في المملكة ومن العالم العربي، الذين عاصرتهم كانوا موهوبين وأصحاب خبرة وتجارب وثقافة شاملة؛ ولذلك يرتكز النجاح والتفوق والقبول لدى المتلقين على ما يصلهم من المذيع من المعرفة والمصداقية، ويستقر في وجدانهم وعقولهم، ويضيف الوعي لحياتهم كلها.

شكر العائلة والمستمعين

وتضيف: أود تقديم الشكر لكل من أسهم في تحقيق حلم معرض الكتاب على مدار سنوات، وأكرر امتناني للمسؤولين في وزارة الإعلام على لفتتهم، ولا يفوتني هنا أن أهدي هذا التكريم لروح والدتي زينب المرأة الاستثنائية، التي استشعرت موهبتي مبكرًا، ووافقت على استمراري في الإذاعة، ولأخي حسين، ولزوجي اللواء صالح بن عبدالعزيز المليك الذي كان له الفضل في استمراري بعد الزواج في عملي ومساندته لي لمواصلة تعليمي العالي، ولأبنائي الذين منحوني من وقتهم برضا منذ طفولتهم وهم يفخرون بأمهم نوال بخش المذيعة في كل المحافل والمناسبات في كل وقت، وأهدي هذا التكريم الجميل لكل من دعم نوال بخش المذيعة، ألا وهم (المستمعون الأعزاء) في أرجاء الوطن والخليج.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store