Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

مقولات سعيدة تؤرِّخ للحظاتٍ مجيدة

الحبر الأصفر

A A
يَقُولُون بأنَّ فَلسَفة الجَمَاليَّات؛ تُفسِد رَونقهَا، لَكن ذَلِك لَا يَنطَبق عَلَى السَّعَادَة، فالفَلسَفَة لَا تُفسِد السَّعَادة، بَل إنَّ السَّعَادَة تَجعل الفَلسَفَة أَمرًا مُحبَّبًا إلَى النَّفس، وتُخرجهَا مِن دَهَاليز الكُتب الصَّفرَاء؛ إلَى فَضَاء الابتسَامَات الخَضرَاء.. وهَذا مَا تُحَاول فِعله هَذه المَقولَات:

* البَحثُ عَن الذَّات مِن أَهَم مَصَادِر السَّعَادَة، فالإنسَان إذَا وَجَدَ نَفسه وَجَدَ مَا يُريد، وعَرفَ مَا يَحتَاج، فلَا تَتعجَّب إذَا صَرخ أَحَد الحُكمَاء قَائلًا: (مَن وَجَدَ نَفسه، وَجَدَ سَعَادَته وفَقدَ تَعَاسَته)..!

* النَّجَاح والسَّعَادَة، كالقَمَر والشَّمس يَتلَاحقَان، ليَمنح كُلّ وَاحِد مِنهمَا المَعنَى للآخَر، فمَن يَنجَح يُصبح سَعيدًا، ومَن يَكون سَعيدًا يُصبح نَاجِحًا، لِذَلك يَقول أَحَد خُبرَاء تَطوير الذَّات: (دَائِمًَا النَّجَاح لَيس هو سِرُّ السَّعَادَة، وإنَّما السَّعَادة هي سِرُّ النَّجَاح.. فإذَا كُنتَ تُحب عَملَك سَوف تَنجَح فِيهِ)..!

* نَشْرُ السَّعَادَة بَين النَّاس، يُشبه ادّخَار الأَموَال فِي البنُوك، فأَنتَ حِين تُسعِد النَّاس، سيَأتي يَومٌ وتَشعُر بلَذّة فِعلك هَذا، ولَكن لَا تَستَعجِل هَذا الإحسَاس، بَل دَعه يَأتي عِندَما يَستَوي، حَيثُ تَقول الحِكمَة اليَابَانيَّة: (السَّعَادَة التي تَضعهَا فِي جيُوب الآخَرين؛ ستَعود يَومًا لتَختبئ فِي جيُوبك عِندَما تَحزَن)..!

* المُجَاهَرَةُ بالسَّعَادَةِ فِعلٌ إيجَابي، والحَديث عَنهَا يَمنَح التُّعسَاء أَملًا؛ فِي تَجَاوز البُؤس، ومِثل هَذه الفِكرَة شَرحهَا أَحَد خُبرَاء تَطوير الذَّات، حِينَ قَال: (عَبّر عَن فَرحك عِندَمَا تَكون سَعيدًا، لكَي يَفهَم الآخَرون أَنَّ السَّعَادَة أَمرٌ مُمكِن)..!

* لَو سَألتَ النَّاسَ عَن تَعريف السَّعَادَة، لتَعدَّدَت الإجَابَات، ولَكن لَيس كُلّ إجَابَة جَديرةٌ بالتَّأمُّل، فالأَمر يَتطلَّب مِنكَ البَحث عَن الإجَابَات الحَاسِمَة، ومَن أَفضَل مِن الأَديب «همنجواي»؛ فِي الإجَابَاتِ المُختَصرَة؟، إنَّه يَقول فِي تَعريفه للسَّعَادَة: (السَّعَادَةُ صحَّةٌ جيِّدَة وذَاكِرَةٌ ضَعيفَة)..!

* أَنفَقَ كَثيرٌ مِن الفَلَاسِفَة؛ وخُبرَاء تَطوير الذَّات أَعمَارهم، فِي سَبيل رَسم خَارطة؛ تَختَصر الطَّريق إلَى السَّعَادَة، وكَأنَّها كَنزٌ مَدفُون فِي جزيرَة نَائيَة، لَكن الأَديب اللَّطيف «مصطفى لطفي المنفلوطي»، نَسفَ كُلّ جهُودِهم وتَارِيخهم، حِينَ قَال: (لَا أَعرَف أَحدًا بَين النَّاس؛ يَستَطيع أَنْ يَرسم لِي خطَّة سَعَادتي، كَمَا أَرسِمُهَا لنَفسِي)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: قَرأتُ كَثيرًا لفَلَاسِفَة؛ يَزعمون أَنَّ السَّعَادَة مُجرَّد سلُوك، ومَا يُفكِّر فِيهِ الإنسَان -سَلبًا وإيجَابًا- لَا يُؤثِّر عَلَى سلُوكهِ، إنْ كَان يَعرف مُسبَقًا طَريق السَّعادَة.. لَكن أَحَد الحُكمَاء لَم يُعجبه ذَلك، حِينَ قَال: (لَا يُوجَد إنسَان تَعيس، ولَكن تُوجد أَفكَار تُسبِّب التَّعَاسَة، ولا تُوجَد أَفكَار مُتفَائِلَة، لَكن يُوجد أَشخَاص مُتفَائِلون، لأنَّهم قَرَّروا أَنْ يَكُونُوا كَذَلك)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store