Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الزراعة» تستثمر كنوز الجبال بجازان وتوصلها للأسواق العالمية

صناعة البن الحديثة تنقل الأهالي إلى آفاق جديدة

A A
شرعت وزارة البيئة والزراعة والمياه في استثمار كنوز الجبال بمنطقة جازان، من مياه الأمطار والتربة الخصبة والطقس الملائم، لزراعة محاصيل قياسية من البن عالي الجودة، فكما سيتم إنشاء مصنع لإنتاج البن، تمهيدًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي وطرق أبواب الأسواق العالمية بما يعود بالنفع على أهالي المنطقة والاقتصاد السعودي ويسهم في تحقيق رؤية 2030.

وأطلقت الوزارة مبادرة لدعم زراعة محصول البن في جبال الداير بمنطقة جازان ويركز المشروع على إنشاء عدد من الحقول الإرشادية لكيفية الزراعة الصحيحة واستثمار مياه الأمطار، وتحديد مساحة تقدر بـ 20 هكتار وتزويدها بخزانات وتهيئة المدرجات بالجدران وشبكات ري وزراعة بن ومانجو، وصولًا إلى 400 هكتار في 2020.

وتهدف الوزارة إلى جعل منطقة جازان مصدرًا مهمًا لإنتاج البن، حيث تساهم من جهتها في سد جزء من احتياج السوق المحلية، وذلك بزراعة ٢٠٠.٠٠٠ شجرة بن في المرحلة الأولى ورعايتها حتى مرحلة الإنتاج، وسيترتب على ذلك زيادة في الإنتاج المحلي من البن ومن ثم خفض تكاليف الاستيراد ورفع مستوى المعيشة لمزارعي البن وأسرهم، وإعادة مزارعي البن الذين ابتعدوا عن أراضيهم، وتنمية تلك الأراضي وتطويرها، وتهدف المنطقة إلى أن تصل بالمنتج إلى العالمية لتحقيق دخل اقتصادي وتنموي للمحافظة والمنطقة والمملكة بشكل عام، وهذا ما يتطلب بذل جهد كبير وترتيبات للتعريف بالمنتج الذي يعد من أجود الأنواع الموجودة في السوق المحلية والعالمية.

وكان وزير البيئة والمياه والزراعة قد وافق على إنشاء وحدة أبحاث البن، بمركز الأبحاث الزراعية في منطقة جازان. وأوضح مدير عام مركز الأبحاث الزراعية بالمنطقة المهندس أحمد بن علي السلامي، أن وحدة أبحاث البن هي الأولى من نوعها؛ حيث جاءت الموافقة على استحداثها لنجاح جازان في زراعة البن، وتماشيًا مع رؤية الوزارة في توطين الزراعات بالمملكة، وتحسين جودة المنتج الزراعي. وتوقع أن تُسهم وحدة أبحاث البن في خدمة المزارعين والمتهمين بمحصول البن فيما توقعت الوزارة أن يكون مجموع موسم الحصاد بجازان 600 طن من البن العربي، بزيادة 100 طن عن الموسم الماضي.

110 آلاف شجرة.. ومصنع حديث لإنتاج البن

وتعتزم محافظة الداير بني مالك التنسيق مع عدة جهات، بينها شركة أرامكو السعودية وجمعية البر الخيرية لزراعة أكثر من 110 آلاف شتلة خلال المرحلة المقبلة، حيث تشتهر جبال المحافظة بإنتاج مدرجاتها الزراعية لأجود أنواع البن العربي على مستوى العالم.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في محافظة الداير بني مالك والمشرف على مبادرة شركة أرامكو السعودية لزراعة وإنتاج البن في جبال جازان مسعود بن سليمان يحيى المالكي لـ»المدينة» إنه سيتم توفير شبكات ري لتلك الشتلات، وتركيب 70 خزانًا بلاستيكيًا سعة 15 طنًا مع إنشاء مصنع في المحافظة لإنتاج المحصول وتسويقه وفقًا لمذكرة تفاهم للمرحلة الثانية من المبادرة، وقال إن مبادرة أرامكو في هذا الخصوص حققت عدة نتائج، من بينها إجراء مسح ميداني لجميع مزارع البن في جبال بني مالك والحشر وآل تليد وآل صهيف والبالغ عددها 500 مزرعة، وتدريب أغلب المزارعين في أماكن وجودهم على المعاملات الجيدة في الزراعة والحصاد، مع عمل شبكة مياه وتركيب خزان بلاستيكي سعة 15 طن ماء لعدد 75 مزرعة.

وعن دور جمعية البر الخيرية في المحافظة في دعم زراعة البن كونها المشرفة على تنفيذ المبادرة قال: نظرًا لحاجة المزارعين المستفيدين من المبادرة في ري مزارعهم فإنها خصصت ما يقرب من نصف مليون ريال قروضًا ميسرة لهم للمساهمة في نجاح المبادرة.

3 كجم قهوة استهلاك الفرد السعودي سنويا

تبدأ رحلة حبة البن من بذرة ثم تتحول إلى شتلة ثم تتحول إلى زهرة بيضاء اللون، بعد ذلك تتحول إلى اللون الأخضر ثم تأخذ بعد ذلك اللون الأحمر، ثم بعد ذلك تُجفف وتُعرض للشمس يومين أو ثلاثة أيام، بعد ذلك تجمع وتوضع في البيت لمدة 5 أيام تسمى (غمت) لتعطينا في الأخير نكهة نسميها خمرة القهوة، وطبيعة منطقة جازان الجبلية غنية بهذه الشجرة، والأجواء مواتية لتكيف شجرة البن.

وتصنف المملكة من أكثر الدول في العالم في استهلاك البن لارتفاع معدل استهلاك الفرد للقهوة في السعودية الذي يصل إلى ٣ كيلوجرامات سنويًا، حيث تقدر الكميات المستوردة سنويًا للأسواق السعودية من البن بـ١٠.٠٠٠ طن، ويبلغ معدل إنفاق السعوديين على إعداد القهوة أكثر من مليار ريال، وذلك حسب الدراسات التي أعدتها د.فردوس بخاري من جامعة الملك عبدالعزيز.

أرامكو تستعين بالدراسات الميدانية لتطوير المزارع

وأطلقت شركة أرامكو السعودية مشروعًا تنمويًا لتشجيع زراعة البن في جبال جازان يستفيد منه أكثر من 500 مُزارع، ويسعى المشروع التنموي بالتعاون مع الجمعية الخيرية في محافظة الداير بجازان وهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية التابعة لوزارة الداخلية إلى اختيار أكثر مزارع البن احتياجًا، وتم توفير جميع ما تحتاجه المزارع من معدات وأدوات، كما تدّرب المزارعون على أحدث طرق استزراع القهوة، وذلك للاستفادة من فرص نمو هذه الصناعة في منطقة جازان، وزيادة إسهاماتها في سوق القهوة بالمملكة، حيث لا يزيد عدد أشجار البن في جازان على 70 ألف شجرة وتُسهم بـ 1.4% فقط في سوق البن في المملكة، ويمكن مضاعفة هذه الأرقام لمستويات قياسية.

وتأتي مبادرة أرامكو ضمن الاهتمام المستمر بزراعة البن في جبال جازان، حيث يحظى البن «الخولاني» الذي تشتهر به المنطقة باهتمام متزايد، وقد انطلقت المبادرة في مرحلتها الأولى بأهداف متعددة تتمثل في: دراسة إحصائية لواقع زراعة البن في جبال جازان. ورفع مستوى الوعى للمزارعين وكفاءتهم في التعامل مع البن أثناء زراعته والعناية به وحصاده وتسويقه وزيادة نسبة الإنتاج. كما تم تزويد المزارعين بخزانات المياه اللازمة للزراعة، وهي العقبة التي كانت تمنع الزراعة خلال السنوات الماضية، نظرًا لشح المياه وصعوبة وصولها للمناطق الجبلية المرتفعة.

وفي المرحلة الأولى تم عمل دراسة إحصائية لزراعة البن في الجبال، تضمَّنت معلومات تفصيلية حول المزارعين، وشملت 563 مزارعًا للتعرف على احتياجات النهوض بزراعة البن في المنطقة. وفي المرحلة الثانية، والخاصة برفع وعي المزارعين، فقد تم تصميم وتنفيذ برنامج تدريبي يتطرق لأفضل الممارسات الزراعية شملت تنظيم 15 دورة تدريبية، وتم إصدار دليل حقلي مطبوع، ليكون مرجعًا كاملًا للمزارع في كافة الأعمال الزراعية ويقدم له حلولًا عملية لأبرز المشكلات التي تواجهه.

وقبل البدء في تنفيذ المرحلة الثالثة من البرنامج، تم عقد لقاءات مع المزارعين لتوضيح آلية وشروط الاستفادة من البرنامج، وفي هذه المرحلة أيضًا اختيرت 76 مزرعة لبدء استصلاح الأراضي وزراعتها، ثم غُرست 8451 شتلة في هذه المزارع، وتركيب 8451 نقطة ري، وتم توزيع 76 خزان مياه بسعة 15 طنًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store