كرر رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي) تأكيد استقلالية هذه المؤسسة معلنًا بدون تردد أنه لن يستقيل إذا طلب منه الرئيس دونالد ترامب ذلك. وردًا على سؤال خلال مؤتمر في أتلانتا (جورجيا) عما إذا كان سيستقيل إذا طلب منه الرئيس ذلك، قال جيروم باول «كلا». وتعرض باول في الآونة الأخيرة لحملة انتقادات من جانب ترامب في ضوء قرارات الاحتياطي رفع معدلات الفائدة. وعلى غرار ترامب، يرى مستثمرون واقتصاديون أن الاحتياطي الفدرالي لا يلاحظ مؤشرات التباطؤ التي بدأت تظهر في الاقتصاد الأمريكي.
لكن باول شدد على أن ليس للبنك المركزي سياسة معدة مسبقًا، وأن مؤسسته ستتعامل سريعًا وبليونة مع أي إشارة اقتصادية.
وأوضح أن أي اجتماع مع ترامب ليس مقررًا في المرحلة الراهنة، ما يتنافى ومعلومات صحافية أفادت أن مستشاري ترامب يحاولون جمع الرجلين في محاولة لتهدئة التوتر.
وقال باول الذي عينه ترامب على رأس الاحتياطي الفدرالي «ليس لدي أي معلومة في هذا الصدد. لا شيء مقررا».
وصفه الرئيس السابق للفيدرالي «بن برنانكي» بـ»المعتدل» وحاشد الدعم للقرارات داخل البنك المركزي، فضلًا عن كونه قليلًا ما يعارض القرارات، وظهر ذلك جليًا عندما أقنع «باول» الكونغرس لرفع سقف الدين عام 2011.
في عام 1979، بدأ حياته المهنية كمحام بعد التخرج من جامعة «جورج تاون»، ثم التحق بوزارة الخزانة بداية تسعينيات القرن الماضي. وأشرف على تحقيقات فضيحة «سالومون برازرز» أثناء حقبة الرئيس الأسبق «جورج بوش الأب» حول التقدم بعروض خاطئة في سوق السندات، وكان حينها وكيلًا لوزارة الخزانة، وتم تسوية القضية بتنحية رئيسها وحظر تعامل الشركة مع الجهات الحكومية.عمل «باول» في الفترة بين عامي 1997 و2005 في شركة «كارلايل جروب» للأسهم الخاصة. ويعتبر «باول» أغنى رئيس يتولى قيادة البنك الاحتياطي منذ 1940 وحتى الآن، إذ تتراوح ثروته بين 20 و55 مليون دولار وتقول بعض المصادر إن ثروته حاليًا تبلغ 112 مليون دولار حققها من عمله في «كارلايل غروب» للاستثمارات المالية مدة 10 سنوات ونماها لاحقًا.
و»باول» ، نال في ديسمبر الماضي موافقة 85 عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، مقابل معارضة 12 بعدما اختاره الرئيس الحالي دونالد ترامب لهذا المنصب. وينتمي باول (64 عامًا) للحزب الجمهوري، وعيَّنه الرئيس السابق باراك أوباما عضوًا في مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2012.