نسمع عن الحلم العربي منذ أن وعينا على هذه الدنيا وإلى الآن لم يتحقق هذا الحلم؟! فيا ترى لماذا؟ هل لأنه علينا أن نعي أهمية كوننا دولاً عربية أولاً؟ ذات صف واحد؟ وأهداف واحدة؟ وأن نراجع أنفسنا نحو كل ما يشتتنا ويمزق شملنا؟ ولعل من أهم تلك الأمور وأشدها أهمية هي الذاكرة السياسية والحرب الباردة العربية!!
وأن ننقح تلك الذاكرة السياسية العربية ونمحو من صفحاتها ومن أذهاننا كل ذكرى أو موقف أو حادثة سيئة تربطنا تجاه بعضنا البعض قدر ما استطعنا، فالصورة السيئة التي بقيت في الذاكرة اعتصرت فينا الألم وأبقتنا في أماكننا لا نتقدم ولا نخطو خطوة واحدة في سبيل وحدتنا فكيف سنخطو خطوة في سبيل الوحدة العربية ونحن مازلنا نستذكر أخطاءنا وخلافاتنا تجاه بعضنا في القمم العربية وفي المحاضرات الجامعية وفي مواقع التواصل الاجتماعي وفي المقاهي!!
لماذا لا ننقح ذلك الماضي السياسي العربي السيىء ونجعل من خلافاتنا العربية الدبلوماسية وكأنها لم تكن يوماً، ونقتلع من صدورنا الضغينة والحقد الدفين تجاه الآخر وإن لم نفعل ذلك مستعجلين فكيف سنقف متحدين تجاه قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية التي تحولت اليوم إلى امرأة عجوز كهلت ولا زالت تنتظرنا.!
الوطن العربي كالجسد الواحد، فحين تتألم دولة عربية تتألم بقية الدول الأخرى، وشعبه شعبٌ واحد، فمنذ قرون سابقة كنّا أمة واحدة واليوم تفصلنا الحدود الجغرافية ولكن بقينا أمةً عربيةً واحدة وقضيتنا الأم أيضاً القضية الفلسطينية، وكل ما هو دونها فليس بقضية من وجهة نظري المتواضعة وان كل الخلافات العربية التي حدثت في الماضي أو التي ستحدث في المستقبل لن يتضرر منها سوى الدول العربية وشعوبها، ولن نستوعب ذلك إلا حين تأتينا فاجعة تهزمنا وتدمرنا كعرب ونستفيق بعدها وليس لنا إلا الندم.
ولهذا أقول بأن علينا أن نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان كدول عربية يربطها كل شيء الدين واللغة والثقافة والتاريخ والعادات والتقاليد والدم والأرض والجذور، ونجعل من كل تلك الأواصر قوة وهيمنة ونتعلم كيف نحول تلك الخلافات بغض النظر عن ماهيتها إلى وحدةٍ وقوةٍ ويدٍ واحدة تجاه كل الرياح العاتية.