كانت منيرة موصلي رائدة تشكيلية غير تقليدية من رائدات الفن التشكيلي بالمملكة.. ولقد كانت مدرسة خاصة متميزة بذاتها.. ومرجع ذلك يعود إلى ثقافتها الفنية العميقة بالإضافة إلى ثقافتها العربية العامة، سواء ما كان فيما يخص حالة الثقافة المعاصرة، وفيما يخص الثقافة المنعكسة من الجذور العربية الإسلامية. ولقد جاء ذلك بارزاً في معارضها الشهيرة: فمعرضها في الرياض كان عن «أطفال غزة» ومعرضها في البحرين كان مسماه «الواسطي وأنا» ومعرضها في العراق «الصّبيّة تنير ليلك يا عراق»، عدا المعارض الأخرى.
وقد عملت منيرة في إدارة العلاقات العامة بأرامكو بعد تخرجها في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.. وقد زاملتها في تلك الإدارة فيما بعد.. وأذكر حين قدومي هناك أن أحدهم حذرني من إزعاجاتها الكثيرة.. ولكن الذين سبقوني لم يفهموا شخصية الفنان فيها، بدقتها المتعمقة في التفاصيل، ورؤيتها المتفردة.
فكان ذلك لي عاملاً للاستفادة منها أيضاً في اختيار وتصميم الهدايا الخاصة بالاحتفالات الكبرى وعند زيارة الشخصيات الهامة لأرامكو السعودية.. ولاهتمامها الكبير بالأطفال فقد أصبحت دائمة العضوية في لجنة اختيار الفائزين في مسابقة «رسومات الأطفال السنوية بأرامكو».. وقد قمتُ بكتابة قراءات شعرية على بعض اللوحات الفائزة التي تم فيما بعد استخدامها كبطاقات تهانٍ بالأعياد.
ولا أنسى اهتمامها الشخصي بديواني الثاني «المشي بلا ظل» فقد اختارت الفنان البحريني عباس يوسف ليرسم لوحة الغلاف، وكذلك بقيامها بدعوتي، بعد ثلاث سنوات من تركي للإدارة، للمشاركة في حفل وزارة الإعلام البحرينية عن الغناء في الحجاز الذي شاركت فيه شعراً بالمصاحبة مع معرضها حينها.
رحم الله منيرة موصلي فقد كانت فنانة استثنائية، وشكراً لسمو وزير الثقافة للتوجيه بتسمية إحدى صالات عرض الفنون التشكيلية باسمها.