الحُبُّ أَحيَاناً؛ يَتَدنَّى إلَى حَالة فَوضَى، وأَحيَاناً يَتسَامَى ليَكون فِعلاً إعجَازيًّا، لَكنَّه فِي كِلَا الحَاليْن؛ لَا يَفعل ذَلِك مِن تِلقَاء نَفسه، بَل يَتمَاهَى جَزْراً ومَدًّا، وفق أهوَاء العُشَّاق والمُحبِّين.. وهَذه اليَوميَّات؛ لَا تُحَاول فَكّ لُغز «العَلَاقَة الطَّرديَّة» للحُبِّ مَع الحيَاة، بَل يَكفيهَا أَنْ تجسر الهوَّة بَين المَفَاهيم، مُستعينَة بحَصيلة تَجَارُب الخُبرَاء، فِي شَأنِ الحُبِّ:
(الأحد): مِن أَين يَبدأ الحُبّ؟، وإلَى أَين يَنتَهي؟، هَذَان سُؤَالَان مُهمَّان، أَجَاب عَنهمَا أَحَد الحُكمَاء؛ بإجَابةٍ وَاحِدَة، حِينَ قَال: (الحُبُّ يَبدَأ مِن لَا شَيء، ويَنتهي بِلَا شَيء)..!
(الاثنين): الحُبُّ لَا يُجيب عَن الأَسئِلَة، بَل يُضيف إلَى أَسئِلتنَا؛ المَزيد مِن الأَسئِلَة، وإذَا جَرَّبنَا الاستعَانة بأَحَد الحُكمَاء، الذين ضَيَّعُوا أَعمَارهم فِي ميدَانِ الحُبِّ، سيَطرَح عَلينَا أَسئِلَة مُضَادَة، مِثل: (هل الحُبّ هَادئ؟، هَل الحُبّ مَجنُون؟، هَل الحُبّ أَحمَق؟، هَل الحُبّ مَلَاك؟، هَل الحُبّ شَيطَان؟)..!
(الثلاثاء): التَّطبُّب بالحُبِّ بِدعَةٌ عِندَ البَعض، ووَصْفَةٌ مُجرَّبة عِندَ البعض الآخر، ومِنهم ذَلِك الحَكيم الذي قَال: (الحُبُّ قَد يَكون عِلاجاً لمَرضٍ لَا عِلَاج لَه)..!
(الأربعاء): الحُبُّ كَائِن مَصنُوع مِن المُتناقِضَات، وكُلَّما حَاولنَا تَرويضه، ازدَادَ تَعقيداً وصعُوبَة، وقَد استسلَم أَحَد الحُكمَاء؛ إلَى هَذه الحَقيقَة المُؤلِمَة، حِينَ قَال: (الحُبُّ جَميل، وشرِّيرٌ خَطِر عِندَما يَتنمَّر. الحُبُّ نَعيم، وهو الجَحيم إذَا غَضب)..!
(الخميس): لَم يَعُد الحُبُّ مُحيِّراً لَنَا -فَقَط- فِي تَفَاصيل حيَاتنَا اليَوميَّة، حَيثُ كَشفَ أَحَد خُبرَاء الحُبِّ، أَنَّ النَّائِم لَيس فِي مَأمنٍ؛ مِن مُطَاردة الحُبّ حَتَّى فِي أَحلَامه، إذْ يَقول: (الحُبُّ أَحلَام، نَحيَا في رُؤَاهَا، والوَيل عِندَمَا تُصبح الرُّؤَى أَشبَاحاً؛ تُطَاردك فِي الصَّحو والمَنَام)..!
(الجمعة): علَاقَات المُحبِّين ببَعضهم، لَا تَبدو آمِنَة دَائِماً، كَمَا قَد نَتصَوَّرهَا، فالاعتمَاد عَلَى الحُبِّ؛ لَيس دَائِماً خِيَاراً رَاجِحاً، وفِي ذَلك يَقول أَحَد الحُكمَاء: (الحُبُّ صَديق يَبدو مُخلصاً، غَير أَنَّه لَا يَعرف الوَفَاء، ولَا حُسن الخُلق)..!
(السبت): الحُبُّ فِي بِدَايته مُسَالِم، كطَائِر وَديع، ولَكن هَذا الطَّائِر أَحيَاناً يَتوحَّش، ويُصبح طَيراً جَارِحاً، وهَذا التَّشبيه قَريب مِن رَأي ذَلك الحَكيم؛ الذي قَال: (الحُبُّ وَادِعٌ وطيِّب، يَحنُو ويُسْعِد، ولَا تَعرف مَتَى يَنقَلب إلَى وَحشٍ يَفتَرس)..!!