حسب جريدة عكاظ، أمر مدرّب نادي الاتحاد، الكرواتي سلافن بيليتش، لاعبيه بعدم تناول المعصوب، فأثار ذلك حفيظة اللاعبين، ويبدو أنّ الموضوع سيأخذ بُعْداً آخر تمهيداً لإقالة المدرّب، لا سيّما وأنّ وضع النادي في الموسم الكروي الحالي مُخيِّب للآمال، وقد يهبط لدوري الدرجة الأولى في حالة استمرارية هزائمه ومستواه الهزيل، رغم تدعيمه بكتيبة جديدة من اللاعبين الأجانب الذين طلبهم المدرّب شخصياً، وكلّفوا خزينة النادي المال الكثير، وربّما تسبّبوا في نضوبها كما تنضب بئر الماء في أرضٍ صحراويةٍ قاحلةٍ يندُر فيها هطول الأمطار!.
لكن ليس هذا بيت القصيد هنا، بل هو المعصوب اللذيذ الذي منعه المدرّب عن اللاعبين، والله يهديه للإسلام، فقد أثار حفيظتي أنا أيضاً بمنعه مثلما أثار حفيظة اللاعبين، ولولا إعجابي بفخامة الرئيسة الكرواتية الجميلة كوليندا غرابار كيتاروفيتش لطالبْتُ بإقالته على الفور، فالمعصوب يُعتبر أقلّ الوجبات التي يتناولها اللاعبون السعوديون دسماً وضرراً، وهم من علّم اللاعبين الأجانب أكله، وليته يمنع أيضاً الفول المُدمّس والتميس بالسمن عنهم، فهما أولى، إذ يجعلان اللاعبين في التدريب والمباريات في عالم سحري آخر من ذروة الاسترخاء وعدم النشاط، تماماً كما وصف الفنّان سمير غانم حال من يأكلهما ثمّ يسوق السيّارة ويقطع إشارة المرور بلا دراية عمّا اقترفه، فإذا ما أوقفه المرور يقول وهو مُتعجِّباً ومُتبَلِّماً: هو في إيه؟ هو في إيه؟ ولا ينفكّ تبلُّمه إلّا عند سماعه بقيمة غرامة مخالفة المرور التي هي لدينا ٣ آلاف ريال، ريالٌ ينطح أخاه الريال!.
وكم أتمنّى أن يمنع المدرّب الكبسة والمندي والسليق والرز البخاري والمظبي عن اللاعبين، فهذه تجعل اللاعبين يتحرّكون في الملعب مثل مَن يحمل شوال الرُزّ أبو ١٠ كيلو، وينتفخ قولونهم العصبي بسبب تلال الرُزّ التي تغزوه يومياً، فيضغط على عضلات أرجلهم، فيقذفون بالكرة للمدرّجات بدلاً من إيداعها مرمى الخصوم كأهدافٍ جميلة تجلب الانتصارات والأفراح!.
ولا أنسى «الشيشة»، لماذا لا يمنعها المدرّب عن اللاعبين؟! إنّها تجعلهم مثل القاطرة البخارية القديمة في أفلام الكاوبوي الأمريكية، ممّا تقطع نصف الطريق ثمّ «تُتَعْتِع» ويخرج منها دُخَان الفحم الحجري الأسود وتتوقّف تماماً عن السير!.
فيا مستر بيليتش، دعْكَ من المعصوب، فَشِقّ نادي الاتحاد وغيره من الأندية بل والكرة السعودية، ربّما كان أكبر من الرقع، ثمّ تأتينا أنت ببدعة منع المعصوب!.