Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القتل عمداً

A A
منذ فترة ليست ببعيدة تلقينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي استغاثة للمساهمة في عتق رقبة أحد الجناه قام بقتل آخر عمدًا وقد كانت الدية المطلوبة ثلاثين مليون ريال، ثم مرت الأيام وإذا بنداء آخر في فترة قريبة يدعو كذلك الى المساهمة في عتق رقبة جانٍ آخر وبنفس الحالة وتقدر المبالغ المطلوبة بعشرة ملايين ريال وقد هممت بالكتابة حول هذا الأمر ولكنني تحفظت لكي لا يفسر ذلك بعدم الحرص على فعل الخير والمساهمة في عتق رقبة وما الى ذلك وما دفعني لكتابة هذه المقالة هو ما حدث في حي الحمدانية بمحافظة جدة من مشاجرة حول موقف سيارة أدى إلى اشتباك عدد من الشبان في مسرحية انفعالية أودت بحياة أحدهم على يد آخر فكان الضحية أحد الشبان المشهود لهم بالخير وهو شاعر متمكن وطالب جامعي على أبواب التخرج وبلاشك أن لديه الطموح في استشراف المستقبل والمساهمة في خدمة نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، ولا ندري ما هي حالة المصابين الذين يرقدون في العناية الفائقة بأحد المستشفيات بجدة.

إقدام ذلك الجاني على جريمته يعد إثماً وعدواناً هذا من جانب والجانب الآخر أن كِلا الطرفين يسكنان في نفس الحي وقد عظَم الله سبحانه وتعالى حق الجار بنصوص صريحة فقال تعالى في كتابه الكريم موصياً بالجار (والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).

ألا ترون أن مثل هذه الأمور الشائكة تحتاج الى تأمل وتدخل من أصحاب الحل والعقد لإيضاح الأمور الشرعية من حيث المبالغ الفلكية عند قبول الدية.. هذا من جانب ومن جانب آخر يجب غض النظر عن الأمور العاطفية والقبلية فلن يذهب مع الإنسان إلى قبره وحسابه أحد من الخلق لا قبيلته ولا أحد من الناس ولن يبقى معه إلا عمله الذي سيحاسب عليه حيث قال تعالى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ).

كما أقترح في حال تنفيذ الحكم في أي جانٍ فليكن في نفس المكان الذي ارتكب فيه جريمته وعلى مرأى ومسمع من كل من حوله عند إقدامه على جريمته كي يكون في ذلك بالغ الأثر ولأخذ العبرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store