أنهت هيئة تقويم التعليم والتدريب إعداد 36 وثيقة لمعايير المناهج تغطي كل مجالات التعلم في مراحل التعليم العام من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثالث ثانوي، ورفعت اللجنة الإشرافية لمعايير مناهج التعليم في الهيئة توصيتها بإقرار معايير المناهج حسب المستويات والصفوف الدراسية لمجالات التعلم لمجلس إدارة الهيئة للاعتماد، بعد أن استعرضت اللجنة التقارير والمسودة التاسعة لمعايير المناهج حسب المستويات والصفوف الدراسية لمجالات التعلم، ومناقشة المراحل، التي مرت بها في عمليات بناء مسودات المعايير والمراجعة والتعديل لكل مسودة، والاطلاع على ملاحظات المراجعين والمحكمين ومقترحاتهم، وآلية التعامل معها ومتابعة تنفيذها من قبل الفرق العلمية.
وتشتمل معايير المناهج الـ(36) على مجالات التعلم المختلفة العشرة، ويعد إنجاز هذه المعايير والأطر الخاصة بها بعد اعتماد الإطار الوطني العام لمعايير مناهج التعليم، حدثا مفصليا في تاريخ المناهج في المملكة، وإيذانًا بحقبة جديدة تحفها وتدفعها التطلعات الوطنية ومن أهمها رؤية المملكة 2030، ومتطلبات المنافسة الدولية، ومن خلال مسؤوليات هيئة تقويم التعليم والتدريب، التي نص عليها تنظيمها، فإن هذه المعايير هي الحاكمة في تطوير المناهج وتحديثها، وينص الإطار العام على عشرة أسس تمثل المرتكزات الرئيسة لبناء معايير مناهج التعليم في المملكة، وتطبيقها، وتقويمها، وتنبثق منها منظومة التربية في جوانبها النفسية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك في ضوء النظام الأساسي للحكم في المملكة.
بناء الشخصية والقيم والمهارات المستقبلية
وتضمن الإطار العام رؤية معايير مناهج التعليم «متعلم معتز بدينه ولغته، مسهم في تنمية وطنه، ذو شخصية بناءة ومعتدلة، ومبدع ومنتج» وتتحقق هذه الرؤية من خلال أربعة أهداف عامة، وبتفرع منها (31) هدفا أبرزها الاهتمام بتأصل الهوية الوطنية لدى الطالب وتمكينه من فهم الإسلام فهمًا صحيحًا في جوانب الاعتقاد والعبادات والمعاملات، والتزام الاعتدال والوسطية، والتمثل بالقيم والأخلاق الإسلامية، وإتقان اللغة العربية استماعًا وتحدّثًا وقراءة وكتابة، والاعتزاز بها، وتحقيق الولاء والانتماء إلى الوطن وقيادته، وتقدير تاريخ الوطن ومقوماته ومكانته عربيًّا وإسلاميًّا وعالميًّا، وتفهم الخلفيات الثقافية والاختلافات المذهبية بما يحافظ على اللحمة الوطنية.
وتركز هذه الأهداف كذلك على بناء الشخصية المتكاملة، والثقة بالنفس وتحقيق الرقابة الذاتيّة، والمبادرة، والعزيمة والإصرار، والانضباط، والإتقان، والإنتاجية، وتنمية قدرته على بناء التطلعات المستقبلية، والتواصل الإيجابي مع الآخرين واحترام حقوقهم وتقبلهم، وامتلاك آداب الحوار ومهاراته، وتحمل المسؤولية الاجتماعية والاقتصادية التي تعينه على اتخاذ القرارات المناسبة، بالإضافة إلى التمكُّن من المعارف والمهارات المرتبطة بالقراءة والكتابة، والمهارات العددية والرقمية والمعلوماتية، وكذلك التمكن من مجالات التعلم التي تتيح له خيارات متعددة في مستقبله التعليمي والوظيفي، ومهارات التفكير واتخاذ القرار، وإجادة الثقافة التقنية والرقمية والوسائط الإعلامية، والقدرة على التخطيط للحياة وإتقان ثقافة ريادة الأعمال.
3 أولويات وطنية ومجتمعية
كما حدد الإطار العام ثلاث أولويات تعبر عن التوجهات الوطنية والموضوعات الكبرى ذات الأولوية للوطن وللمجتمع التي يجب أن تكون حاضرة في مجالات التعلم، وهي: المواطنة المسؤولة، وتركز هذه الأولوية على أن يكون المتعلم منتميًا لوطنه مواليًا قيادته، واعيًا بحقوقه وواجباته تجاه أسرته ومجتمعه، وذا فهم عميق لمقومات وطنه ومكتسباته ومدخراته وتراثه، معتزًا بذلك، ومحافظًا عليه.
والأولوية الثانية مكانة المملكة ودورها الريادي وتركز هذه الأولوية على أن يكون المتعلم واعيًا بمكانة المملكة عربيًا وإسلاميًا وعالميًا، ودورها الريادي في كل المجالات، وبخاصة في تعزيز القيم الإسلامية ذات البعد الحضاري، وخدمة الحرمين الشريفين، مستوعبًا القدرات التنافسية لوطنه وأثرها في التنمية.. والثالثة التنمية المستدامة وتركز على أن يكون المتعلم قادرًا على تطوير مواهبه ومهاراته لإنتاج مبادرات ريادية.
وتعمل الأولويات مع القيم والمهارات في سياق مجالات التعلم وفق منظومة شاملة؛ لبناء معايير مناهج التعليم، وتطبيقها، وتقويمها من خلال تضمينها جميع مجالات التعلم بشكل منظم (مباشر وغير مباشر) وتأكيد تنميتها لدى الطلاب عبر مستويات تأهيلهم للتعلم اللاحق.
كما تزيد من قدرتهم على المشاركة في التحولات العلمية والتقنية، وحل مشكلاتهم ومشكلات مجتمعهم والعالم بطرق إبداعية.
اعتماد ضوابط مناهج المدارس العالمية
كما استعرضت اللجنة ما تحقق في برنامج المعايير الوطنية لمناهج التعليم وما تم إنجازه في دراسة مستوى اتساق مناهج التعليم المطبقة هذا العام في التعليم العام مع المعايير الوطنية لمناهج التعليم.. واستهدفت المرحلة الأولى من هذه الدراسة الكشف عن مستوى اتساق محتويات كتب الطالب في مواد التربية الإسلامية، واللغة العربية، والدراسات الاجتماعية؛ وذلك لتحديد جوانب الاتفاق وجوانب التطوير التي قد تحتاجها هذه المناهج.
كما أقرت اللجنة الإشرافية وثيقة الضوابط والمواصفات العامة للمناهج العالمية والبرامج الدولية المطبقة في مدارس المملكة، والذي تم تنفيذه من خلال لجنة مشتركة بين الهيئة ووزارة التعليم استنادًا إلى رغبة الوزارة في أن تقوم الهيئة بإعداد معايير لبناء مناهج المدارس العالمية (الأجنبية)، وذلك لضمان جودة السلاسل المطبقة بهذه المدارس، والتحقق من سلامة ما تتضمنه وخلوها من التجاوزات.
وكانت اللجنة الإشرافية لمعايير المناهج بهيئة تقويم التعليم والتدريب عقدت اجتماعها الـ11، برئاسة رئيس الهيئة الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود وبحضور أعضاء اللجنة.
جهود بناء معايير المناهج ونظم التقويم
يذكر أن هيئة تقويم التعليم والتدريب نسقت منذ انطلاق برنامج بناء معايير مناهج التعليم العام مع وزارة التعليم، مستندةً على مضامين رؤية المملكة 2030 ومستهدفاتها، والإطار الوطني لمعايير مناهج التعليم العام، الذي تم اعتماده من مجلس إدارة الهيئة في وقت سابق، وما تبعه من أطر تخصصية لمجالات التعلم، مستفيدةً من الممارسات والتجارب والخبرات الدولية في هذا المجال.
كما أن الهيئة تقوم ببناء نظم للتقويم والاعتماد (المؤسسي والبرامجي) في التعليم والتدريب، تتضمن القواعد والمعايير والمؤشرات الأساسية والشروط والإجراءات الخاصة بها، واعتمادها وتطبيقها، وتقويم الأداء المؤسسي لمؤسسات التعليم والتدريب واعتمادها بشكل دوري، وفق المعايير التي يعتمدها مجلس إدارة الهيئة، وتقويم البرامج المنتهية بمؤهل التي تنفذها مؤسسات التعليم والتدريب واعتمادها بشكل دوري، وفق المعايير التي يعتمدها مجلس الإدارة، وبناء وسائل القياس في التعليم والتدريب، وتطويرها وتطبيقها، وبناء معايير مناهد التعليم العام، واعتمادها، ومتابعة تطبيقها، وتحديثها بشكل دوري، وبناء وتنفيذ المقاييس والاختبارات القياسية التعليمية (كاختبارات القبول في الجامعات، والاشتراك في الاختبارات الدولية القياسية الخاصة بتقويم التعليم والتدريب، والإشراف على تطبيقها في المملكة، وإعداد المعايير المهنية لممارسة مهن التعليم والتدريب، واعتمادها، ومتابعة تطبيقها، وبناء وتطبيق الاختبارات الخاصة بالكفاية المهنية للمعلمين- ومن في حكمهم- في التعليم، والمدربين- ومن في حكمهم – في التدريب، وإصدار الشهادات الخاصة بها، وإعداد مشروع الإطار الوطني للمؤهلات بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة، ورفعه إلى مجلس الوزراء للنظر في اعتماده، والإشراف على تطبيقه بعد اعتماده، واقتراح تعديله، وإعداد المعايير والشروط الخاصة بتقدم مؤسسات التعليم والتدريب للحصول على الاعتماد المؤسسي والبرامجي من جهات اعتماد دولية، متضمنة شروط إعفاء تلك المؤسسات من الاعتماد البرامجي من قبل الهيئة عند حصولها على الاعتماد الدولي، واعتمادها، ومتابعة تطبقها، وغيرها من المهام الرامية إلى تطوير التعليم في جميع المجالات.
10 مجالات للتعلم
1 - التربية الإسلامية.
2 - اللغة العربية.
3 - الرياضيات.
4 - العلوم الطبيعية.
5 - الدراسات الاجتماعية.
6 - اللغة الإنجليزية.
7 - التقنية الرقمية.
8 - التربية الفنية.
9 - التربية الصحية.
10 - المجال الاختياري.
10 أسس لبناء المناهج
1 . الدين الإسلامي.
2 . اللغة العربية.
3 . الولاء للوطن وقيادته.
4 . جغرافية المملكة العربية السعودية وتاريخها.
5 . رؤية المملكة 2030.
6 . خصائص النمو.
7 . الاتجاهات والممارسات التربوية.
8 . التحولات المعرفية والتقنية.
9 . الصحة العامة.
10 . التعايش الإنساني.
6 قيم تستهدفها جميع مجالات التعلم:
1 - تقوى الله.
2 - الوسطية والاعتدال.
3 - تقدير الذات.
4 - الشغف المعرفي.
5 - تقدير العمل وإتقانه.
6 - المسؤولية.
6 مهارات تستهدفها جميع مجالات التعلم
1 - التفكير الناقد وحل المشكلات.
2 - التفكير الإبداعي.
3 - التواصل.
4 - استخدام التقنية.
5 - التعلم الذاتي.
6 - التعاون والمشاركة المجتمعية.