لا يمكن إغفال الجانب الترفيهي للمواطن، فهو جزءٌ مهم من متطلبات الحياة التي يعيشها، والتي يكتنفها بعض المتاعب والمشقات، والمتطلبات التي تُثقل كاهل المواطن، وتتلف أعصابه، فهو حتمًا يحتاج إلى الكثير من المحطات الترفيهية؛ التي يستطيع من خلالها جلي تلك الهموم والمشقات والمتاعب، من خلال إيجاد الكثير من المسارب، التي يجد فيها المواطن ذلك المطلب المهم.
وبإسقاط ذلك على الواقع الذي تعيشه الهيئة العامة للترفيه في بلادنا، لوجدناها تبذل جهدًا مشكورًا، بدعمٍ متواصل من قيادتنا الرشيدة، لكن ذلك الجهد والعمل المُقدَّم نجده يدور حول الفعاليات المؤقتة غير الممتدة، والتي تتطلب دفع المال الكثير لمشاهدتها، وهذا ما أراه يُثقل كاهل المواطنين ذوي الدخل المحدود، بمعنى أن تلك الفعاليات لا يستمتع بها سوى الطبقة القادرة ماديًّا، وهي المرفَّهة بطبعها، وتستطيع أن تجلب الترفيه بطرقٍ مختلفة. لكن الشريحة العظمى من أفراد المجتمع تحتاج إلى الترفيه المستدام المجاني، كالمنتزهات المُجهَّزة بتجهيزات الترفيه كافة، لهم ولأطفالهم، وتيسير سُبل الوصول إلى الأماكن الحضارية بالمملكة من خلال طُرق معبَّدة، وسُبل نقل حديثة، كالقطارات مثلًا، كما تحتاج إلى إقامة الفعّاليات بكل المدن والهجر، ودعمها ماديًّا؛ إذ إن الملاحظ أن بعض تلك الفعاليات مقصورٌ على بعض المدن الكبرى فقط، إضافة إلى اقتصار أغلب الفعاليات على الغناء، الذي يُعدُّ فقط أحد مسارب الترفيه.
ومن هذا المنطلق، آمل أن تستحدث الهيئة العامة للترفيه الكثير من الوسائل الترفيهية المجانية المستدامة في كل حي من أحياء المدن الكبرى، وفي كل محافظة من محافظات المدن الأخرى، كإنشاء المراكز الترفيهية المفتوحة، التي تتضمن المسارح والسينمات، والمكتبات، والملاعب والملاهي، وتيسير الوصول إليها، للاستمتاع بها من قِبَل شرائح المجتمع كافة بلا استثناء، خاصةً شريحة ذوي الدخل المحدود.
وكم أتمنى من هيئة الترفيه أن تُقيم المهرجانات والفعاليات الترفيهية في المناطق الحضارية والسياحية التي تكثر في جنوب المملكة وشمالها. والله من وراء القصد.