.. في خطاب يدعو إلى الغرابة المضحكة، رد المرشد الإيراني علي خامنئي على خطاب الرئيس الأمريكي ترمب عن حالة الاتحاد والذي أكد فيه أن أمريكا لن تصمت على دولة تنادي بالموت لأمريكا.
المرشد الإيراني قال: «لا نقصد بالموت لأمريكا الشعب الأمريكي ولكننا نعني الرئيس ترمب»..!!
*****
.. كلام خامنئي لا يخرج عن سياقات الأحداث والضغوط الاقتصادية على إيران، وبالتالي فهو خطب ود.. لكن ليس بهذه الدرجة من الاستخفاف الذي يثير السخرية، فهو يعرف قبل غيره أن أمريكا ليست ايران.. الفروق شاسعة ما بين دولة المؤسسات ودولة المرشد..!!
*****
.. ويا حضرة المرشد العظيم.. أنتم تقولون الموت لأمريكا منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، ولم نسمع عن الموت لرئيس أمريكي، ثم هل لديكم استعداد لرفع شعارات الحب والحياة للشعب الأمريكي...؟!
*****
.. وإذا ما كان لديكم هذه الصفاقة في الفصل ما بين الرؤساء والشعوب فلمن تهتفون بالموت في سوريا؟ لبشار أم للشعب السوري؟ ولمن تهتفون بالموت في العراق لرئيسه؟ أم لأهل العراق؟ وفي اليمن هل سيكون الموت للحوثيين أم للشعب اليمني..؟!
*****
.. (الموت لأمريكا) هو شعار إيران منذ قيام الثورة، وهو في صلب الإستراتيجية الخمينية، وفسر الشعار على أن أمريكا هي العدو الأول للبشرية وللإسلام..!!
*****
.. والشعار في حقيقته هو عملية دعائية ليس أكثر، فالخميني أراد تلبيس الثورة عمائم الدين للتدليس واستجلاب التأييد..
*****
.. ولأنها عملية دعائية فقد تأذينا منها كثيرًا خلال مواسم الحج.. ما ذنب ضيوف الرحمن عندما ننغص عليهم مناسكهم؟ ثم هل في مكة نقول (الموت لأمريكا) (الموت لإسرائيل)؟
وأذكر أن الأمير نايف -رحمه الله- بعد حادثة 1407 الشهيرة ضاق ذرعًا وقال «إسرائيل هناك.. وليس بين الحجاج.. إذا أردتم اذهبوا لها ونحن معكم»..
*****
.. ثم ماذا فعلت إيران للقدس ولإسرائيل على امتداد تاريخ القضية الفلسطينية؟
لا شيء، لا حرب ولا سلاح ولا مال.. القضية مجرد مزايدة كما يفعل أردوغان وغيره..!!
*****
.. أما أمريكا التي يدعون عليها بالموت فربما في دهاليز السياسة تعني لهم شيئًا آخر.. أشياء كثيرة لعلاقات الخفاء..!!
*****
.. يا عرب.. لن تغم عليكم إجابة السؤال: هل الموت لأمريكا أم لكم..؟ إنه الفرق ما بين الشعار والواقع!.