.. قرص الشمس.. حيث الدفء والضوء.. ثمة أسرار أخرى للبياض غير النهار وغير وجه أنثى..
*****
.. افتحوا نوافذكم للشمس.. فقرص الشمس قيمة نورانية فينا.. فافتحوا دواخلكم كي تكونوا أكثر إشراقًا ولئلا نكون ضبابيين..
*****
.. افتحوا نوافذكم للشمس.. نهج نبوي.. حاولت قريش وأد النور في مطالعه فطاردوه وطردوه.. وحين ظفر بهم بعد فتح مكة قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».. التسامح هو نقطة الضوء التي تمنحنا الحب والحياة..
*****
.. افتحوا نوافذكم للشمس.. اقبلوا بالآخر، وحاوروه، واستوعبوه.. فللذات حب فطري طرفه الأول فينا ولنا، وطرفه الثاني للآخر..
«حب لأخيك ما تحب لنفسك» هذه المشكاة تجعلنا أكثر سعادة وصفاء، وتنقينا من شوائب الأنانية البغيضة..
*****
.. افتحوا نوافذكم للشمس.. روضوا أنفسكم على الحلم.. كي تملأ حياتكم السكينة والطمأنينة.. فالغضب حصاده الشر..
«ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب».. إنه الرشد الذي غيبناه عن حياتنا وعقولنا، فأنقدنا الى مزالق قد لا تكون غياهب السجون ورائحة الدم نهايتها..
*****
.. افتحوا دواخلكم لشمس الوطن.. اسكنوا شروقه في نبضكم.. اجعلوا حدوده الأربعة ما بين الوريد والوريد.. حوطوه بسواعدكم.. وسيِّجوه بالتفافكم.. فمنعة الوطن في حس جمعي مسؤول ويقظ..
*****
.. افتحوا عقولكم للشمس.. لا يتسلل اليكم التغرير.. ووهم الشعارات المحنطة.. (الحرية والديمقراطية ونوازع هوى مضلل)، وحتى رغيف الخبز يسبقها ويستبقها الأمن.. فالأمن قضية الحياة الأولى «من بات آمناً في سربه... فكأنما حيزت له الدنيا»..
دمار العقول أدى إلى دمار الأوطان.. فامنحوا عقولكم الضياء كي يمنحكم الوطن السلام..
*****
.. وافتحوا قلوبكم للشمس.. اجعلوها عامرة بالحب.. ليتظلل أفياءها فلذات الأكباد، كي لا يتفلتوا من أحداقنا، فتتخطفهم الطير، ويسحقهم هروب التغريب والاحتراق.. «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»..
*****
.. افتحوا النوافذ للشمس.. كي تبصروا الحقيقة على حقيقتها.. فقد فقدت الحكمة منطق القوامة في صخب غم فيه البصر والبصيرة، وفقدت هويتها «اليمانية» حين عبث بها صعاليك فارس، وأفرغوها من كل معالم الاهتداء..
*****
.. للغواية ألف رسول، وللرشد رسول واحد.. ورسل «غزية» كثر، كلها موجهة إلينا وعلينا، كي تقذف بنا في أتون العواصف.. فاحذروهم وثقوا في وطنكم، وفي قدراتكم ومقدراتكم، فأنتم الصليل الذي يقارع كل غوايات العالم.