أجاد الصحفي والإعلامي والناشر والسفير حالياً الأستاذ تركي الدخيل في سرد سيرة رجل الدولة المعروف بحسن صنيعه في كل ما يوكل إليه من مهام، خبير التخطيط والنفط والدبلوماسية الأستاذ هشام ناظر أثابه الله نظير ما قدمه لوطنه وجعل الجنة مثواه. أكثر ما لفت نظري اختيار تركي الدخيل لعبارة هشام ناظر في آخر ظهور إعلامي له عندما قال «يا سلام عليك، عندك حلول» وتعليق المؤلف على هذه العبارة وكتب يقول (فجأة تم اختزال أعوام من العطاء الزاهي، والتجربة المختلفة، والخبرة الطويلة، وحتى الاتهامات الثقيلة في موقف مدته أقل من دقيقة) ثم تساؤله: هل انطوت صحف الوزير الذي كان ظلاً لإنجازات ملوك السعودية على مر ستة عقود، بهذه السطور بدأ تركي الدخيل في سرد سيرة هذا الرجل مستشهداً بما كتب عنه في مذكراتهم وذكرياتهم وهم عبدالعزيز الخويطر، محمد عبده يماني وغازي القصيبي رحمهم الله جميعاً رحمة الأبرار، فكان هذا الكتاب بصدق كما وصفه المؤلف بأنه شكل من أشكال التوثيق، يندرج تحت باب الأمالي من جهة، والسيرة الذاتية، والسيرة الغيرية، والتوثيق للأحداث من جهات أخرى واستغرق أكثر من 80 ساعة تسجيل صوتي تم في أمسيات متقطعة ساهم فيه الدكتور السيد هادي الأمين وعمر البشير الترابي ومشاري الذايدي والدكتور ابراهيم المهنا وقدم الشكر للأستاذ لؤي هشام ناظر الذي كان وراء فكرة الكتاب ومتابعاً لتفاصيله مذللاً العديد من العقبات من أجل ظهور هذه السطور.
شخصياً لا أعرف هشام ناظر ولكني أعرف إنجازاته ومن الصعوبة أن أختزل ما رواه المؤلف ولكني أستعير ما ذكره عن الكتاب الذي أعده وهو يقول فلئن كان الكتاب يروي سيرة شخص غير أنه روى سيرة آخرين دونوا نجاحاتهم معه، تحدث عنهم بإنصاف واضح. هشام يروي مشهد السعودية كما رآه منذ أن كان في أواخر الخمسينيات موظفاً بالمديرية العامة لشئون الزيت والمعادن ثم إدارته للشئون العامة بوزارة البترول والثروة المعدنية فإدارته للتخطيط في السعودية ووضعه خطة التنمية عام 1970 وما تبعها من خطط وصولاً إلى تعيينه وزيراً للبترول والثروة المعدنية يجمع بينها وبين وزارة التخطيط أواخر الثمانينيات وصناعة وخلق مدينتين صناعيتين عظيمتين هما: الجبيل وينبع وصاحب الفضل في إنشاء منظمة أوبك.
لمن يرغب في المزيد للوقوف على المحطات العديدة والتعرف على الخبرات المتراكمة له، يمكن له استشارة جوجل حيث يتوفر الكتاب على صيغة PDF.