تقوم غرفة مكة التجارية الصناعية -في الآونة الأخيرة- بدور رائد في مجال التوعية الاجتماعية والاقتصادية والمساهمة في أن تكون مركز إشعاع للعلم والثقافة، وهو دور قامت به مؤسسة جنوب آسيا حتى عام 1433هـ من باب المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع المكي.
ولعل اللقاء الذي قدمته بعنوان: (مبادرون) والذي استضافت فيه المهندس رامي أبو غزالة المدير التنفيذي لشركة البيك، أنموذجٌ لتوضيح مفاهيم كثيرة عن المسؤولية الاجتماعية التي تحولت عند مؤسسي شركة البيك إلى مفهوم (الواجب الوطني). هذه الشركة التي بدأت بنية العمل الصالح وخدمة إنسان هذا الوطن واستشرفت المستقبل بجعل الإنسان بؤرة الاهتمام؛ فبالرغم من الخسائر التي منيت بها في بداية تأسيسها وبحوالي 7 ملايين ريال إلا أنها بالعزيمة والنية الصادقة في الأخذ بيد أبناء الوطن تحولت إلى واحدة من أنجح الشركات السعودية..
ولست هنا بصدد الدعاية للشركة فلا حاجة لها بذلك، ولعلي أركز على خدمتهم للمجتمع لتكون نبراساً للشركات الأخرى؛ فرؤية 2030م تعول على القطاع الخاص ليكون شريكاً في التنمية المستدامة.. وقد قامت البيك بالاهتمام بالتدريب؛ فقدمت برنامج (بطل البيك) التعليمي لتدريب الأطفال على مهارات متنوعة. كما قدمت برامج تدريبية للشباب مثل: (أبطال الحي) بالتعاون مع أمانة جدة، وجمعية مراكز الأحياء، والمديرية العامة للدفاع المدني، والهلال الأحمر، وقد كان الهدف منها تلبية احتياجات الأحياء من تجميل المساجد وإعادة طلائها وترميمها وتنظيم مواقف السيارات.. كل ذلك لتشجيع العمل التطوعي بين الشباب، وتكوين قيم مسؤولية أهالي الحي وأبنائه على نظافته وتنظيمه وأمنه، وتُقدم شهادات معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تؤهل الشباب للحصول على وظيفة.
كما قدمت برنامج (أنتم والبيك جيران) لتدريب الشباب والفتيات على صناعة الغذاء، تنتهي بالتوظيف في مطاعم البيك لتوفير فرص عمل للشباب والشابات، وبهذا تساهم الشركة في التقليل من البطالة.
فإذا أضفنا إلى ذلك ما قدمته من برامج علمية إثرائية للأطفال وتشجيع الابتكار والإبداع، حيث أرسلت الشركة فريقاً من الأطفال إلى (ناسا) للتدريب. هذا بالإضافة إلى البرنامج الصيفي الذي يقدم للشباب والشابات كل عام لاستغلال طاقاتهم وأوقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير والنفع؛ وذلك بتدريبهم على صيانة الجوالات والحاسب الآلي، وورش ميكانيكا السيارات، وأساسيات الكهرباء، والدهان، والسباكة والإسعافات الأولية عن طريق برنامج (المسعف الصغير) ..
كم هي رائعة تلك المسؤولية الوطنية والمبادرات التي جعلت أحد الشباب المكي المتابع للحدث عبر تويتر يقفز إلى سيارته ويحضر اللقاء ليطالب بحقه في الحياة الكريمة ومنع شبح البطالة الذي يطارده هو وزملاؤه لسنوات.. ويطلب من مسؤولي الشركة دورة تدريبية تنتهي بالتوظيف، وأخذ منهم وعداً بذلك كما أخذ الكثيرون ممن حضروا وشاركوا وعوداً سجلت كعهد لهم في تلبيتها، وأهمها ما طرحته د. هيفاء فدا بتوفير برامج (لكبار السن) بما يحقق لهم الحياة الكريمة.
حقاً (الوطنية) ليست شعارات ولكنها (أفعال) تترجم لواقع بهي.
Fatinhussain@
sunflower_fh@hotmail.com