حُرَّاس وطننا الحبيب، لن نُوفيهم حقهم من الشكر والعرفان على ما يقومون به من تضحياتٍ ممتدة لحماية الوطن بكُلِّ مُقدّراته البشرية والمادية، فها هُم يسهرون لننعم بالراحة والأمن والأمان، ونمارس مختلف ألوان الترفيه عن النفس في حياتنا اليومية، وهم يعيشون حالة مُرابِطَة مُستَدَامة على حدِّنا الجنوبي؛ لصدِّ هجوم كل طامعٍ وحاقدٍ ينوي المساس بأهل هذا الوطن وترابه، إما برًّا وإما جوًّا وإما بحرًا، ويجعلون من صدورهم دروعًا لحماية وطنهم.. لذا نقول لهم: «نحن معكم بكل قلوبنا وجوارحنا، ونشعر بدوركم وتضحياتكم، ونُقدِّرها، بل نُفاخِر بها، فأنتم قد وهبتم أنفسكم لهذه المهمة الوطنية الإنسانية. كما نقول لأسركم الكريمة، التي هي في أمسِّ الحاجة لوجودكم لرعايتها: إن لكم أن تُفاخروا بأهليتكم لحماة وطنكم، ولكم أن تسعدوا وتنعموا بمحبة كل مواطن، وقبل ذلك محبة ورعاية قادتكم -رعاهم الله- ولكم يا حُماة وطننا الغالي أقول: إن كل مواطن لا يفتأ عند كل صلاة أن يدعوَ لكم بقلبٍ صادق؛ لذا عليكم أن تُفاخروا بما تُقدِّمونه لوطنكم وأهله، وسيُسجِّل لكم التاريخ كل ما تقومون به من تضحياتٍ وفداءٍ لوطنكم العظيم، وسيبقى ذلك سجلًّا ذهبيًّا يُدوِّنه التاريخ؛ ليقرأَه أحفادكم وأحفادنا، ويبقى ما تُقدِّمونه حيًّا ما بقي هذا الوطن، وما بقي أهله.
ولا ننسى أيضًا ما يقوم به جنودنا البواسل في الداخل من حماية للوطن، كُلّ فئةٍ في دورها المُخصَّص لها، كرجال المرور والشرطة، والمباحث والاستخبارات، فكل فرد منهم يقوم بالدور نفسه الذي يسعى إلى نشر الأمن والاستقرار في كُلِّ مسرب من مسارب وطننا الحبيب، فرجال الأمن -بمختلف اتجاهاتهم- يُكابدون كل يوم وكل ساعة الكثير من ألوان التعب والأرق والمعاناة؛ ليقوم كل فرد منهم بدوره المناط به، فهم أيضًا مُرابطون -وإن اختلف الدور والمكان- فلكل فرد من أفراد جنودنا البواسل على حدود الوطن، برًّا وبحرًا وجوًّا أو في الداخل، كل الحب والتقدير والوفاء، فلهم الدور نفسه والمهمات نفسها التي تجتمع على حماية هذا الوطن العظيم.
ولكل فرد من أفراد جنودنا البواسل في الداخل أو على الحدود أقول: إن ما دوّنْتُه هنا لا يُمثِّل وصفًا لمشاعري فقط، بل هو انعكاس لمشاعر كل مواطن على تراب هذا الوطن المعطاء، ولا شك بأنه يُمثِّل أيضًا مشاعر قادتِنا -رعاهم الله وأبقاهم- الذين يُقدِّمون كل غالٍ ونفيس؛ ليبقى وطننا فوق هام السحب، وسيبقى بإذن الله.
وفقكم الله وسدَّد خُطَاكم، ونصركم على مَن عاداكم، إنه سميعٌ مجيب. والله من وراء القصد.