جاء معرض الكتاب بالقاهرة في يوبيله الذهبي، والذي شاركت فيه المملكة بجناح وكأنه معرض قائم بذاته، حيث شهد هذا الجناح الذي شغل مساحة كبيرة من المعرض تميزاً وإقبالاً كبيراً من الزوار، الذين تهافتوا على اقتناء الكتاب السعودي بشكل لافت.
كما تنوعت أركان الجناح التي شملت صور ومجسمات الحرمين وكسوة الكعبة المشرفة وماء زمزم، وهدايا وصوراً تذكارية للحرمين الشريفين، وركن الطفل، والفن التشكيلي، والسلام عليك أيها النبي، إضافة إلى فعاليات الصالون الثقافي التي تضمنت إقامة عدد من الأمسيات الشعرية والقصصية والندوات المتخصصة، واستضافت عدداً من المفكرين والكتاب والمثقفين، جنبًا إلى جنب مع العديد من الشخصيات البارزة.
ولابد وأن العديدين من رواد المعرض لمسوا مظاهر الجمال والرقي والروعة في الجناح السعودي، وعلى الأخص الصالون الثقافي، ولعله ليس من قبيل المبالغة القول إن الجناح السعودي كان معرضًا داخل معرض، ليس فقط لاتساع مساحته، وإنما أيضًا لتنوع أقسامه والتي وجدت إقبالاً منقطع النظير من قبل الجمهور.
وكنت على موعد مع القدس في الصالون الثقافي بجناح المملكة، من خلال كتاب «عروبة فلسطين والقدس للأطفال واليافعين» الذي شاركت في تأليفه مع الباحث الفلسطيني الأخ د. إبراهيم فؤاد عباس، والذي استهللناه بكلمات خادم الحرمين الشريفين: «القدس الشقيقة الثالثة لمكة والمدينة». وحيث وفرت الندوة الفرصة أمام الجميع ممن تواجدوا في ذلك اليوم للتعبير عن حبهم للقدس التي تعتبر كلها أقصى، وتعتبر كلها وقفاً إسلامياً، تلك المدينة التي تقدست بخطوات أنبياء الله والتي ظلت تعرف بأن مسجدها الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وسلامه.
وفي الحقيقة كانت الندوة متميزة، ليس بسبب موضوعها الشغوف فقط، وإنما أيضًا لأن محبي القدس وجدوا في الكتاب -من خلال عرض الباور بوينت- شعلة تضىء لهم الطريق إلى القدس، إن لم يكن من خلال الواقع الملموس فهو من خلال الواقع الافتراضي المعبر عنه بالكلمة الصادقة، والمعلومة الصحيحة، والوثيقة الدامغة، والصورة المعبرة.. بحيث نقلنا هذا الواقع إلى شوارع القدس العتيقة نتنسم من عطرها عبق تاريخ ظل عربيًا بامتياز على مدى خمسة آلاف عام وتزيد.