Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

"شتاء طنطورة" يحوّل العلا إلى متحف مفتوح

أكثر من 37 ألف زائر من مختلف الأعمار

A A
حقق "شتاء طنطورة" نجاحًا كبيرًا انعكس على قرار الهيئة الملكية لمحافظة العلا في إعادة إطلاق النسخة الثانية منه العام المقبل، فقد شهد إقبالا جماهيريا عالميًا مبهرًا، حيث استقطب أكثر من 37 ألف زائر من مختلف الأعمار، من 72 دولة حول العالم، كما شهد العروض الفنية العالمية التي أحياها فنانون عريقون ممّن تركوا بصمتهم في مجال الفنّ عربيًا وعالميًا.

وامتد أثر "شتاء طنطورة" إلى أبعد من ذلك، حيث سلط الضوء على منطقة العلا وتاريخها الإنساني والثقافي الذي يعود إلى آلاف السنن حيث وسلبت لب كل من زارها وأخذتهم في رحلة عبر الزمن إلى ماضٍ سحيق ليصبح كل واحد منهم شاهدًا على تطور الإنسان خلال الأحقاب الزمنية السالفة.

وتجسد ذلك السحر حيًا في الأعمال الفنية التي لونت المهرجان وإطلاقها العنان لخيال الفنانين والمبدعين السعوديين ليعبروا عن تراث وآداب وقيم وعادات وتقاليد ومعارف أسالفهم المزروعة في أرض العلا الخصبة، فتفجرت المواهب شلالا من فنون زينت درب النحت في المدينة القديمة، وانعكست آثارها ذهولا على وجوه زوار "شتاء طنطورة" لتصبح العلا بقعة من نور في تاريخ "التراث الإنساني".

وقال متابعون إن تراث أي أمة يضم ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، لذا كان الاهتمام به فى طنطورة من الأولويات الملحة على مرّ العصور.

أما أثر ذلك على السياحة، فهو عظيم، فالسياحة الثقافية هي التي يكون النشاط أو الحركة الثقافية المحرك الأساسي لها، وتأتي أهميتها من كونها مقوما سياحيا غير متكرر أو متشابه وغير قابل للمنافسة.. أما الثقافة السياحية فتعني الوعي المجتمعي بأهمية السياحة كصناعة في الاقتصاد القومي، وها هي العلا بكل تاريخها تلفت أنظار العالم إلى كنوزها، لتساهم الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال هذه المبادرة في تحقيق 28 هدفًا من أهداف رؤية المملكة 2030، عبر تطوير المنطقة لجذب 2 مليون زائر، مما ينتج عنه 120 مليار ريال سعودي من الناتج المحلي الإجمالي المتراكم و38 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2035.

لقد أثبتت العلا من خلال "شتاء طنطورة" قدرتها على تسليط الضوء على تراث المنطقة الغني الذي يعود إلى 8 آلاف عام، والذي سطَّرت خلاله البشرية مسيرتها الحضارية على واجهات الجبال في جميع أرجاء العلا، فتحولت إلى متحف مفتوح، ووقفت شاهدة على تاريخ الحضارات ومهدت الطريق لحضارة المملكة العربية السعودية الحالية والمستقبلية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store