للمملكة العربية السعودية مكانة إستراتيجية وتأثير سياسي كبير لأسبابٍ متعددة، يأتي في مقدمتها وجود قبلة المسلمين فيها، إضافة إلى ما تمتلكه من قوةٍ اقتصادية، وما حققته من إنجازاتٍ حضارية وعلمية، وذلك في إطار رؤيتها التي تسير فيها، والسياسة الحكيمة التي تنتهجها، وتأثيرها الكبير في العالم العربي والإسلامي والدولي، مما مكَّنها من تكوين تحالفات عسكرية واقتصادية قوية، استطاعت من خلالها أن تُواجه العديد من التحديات والأزمات العالمية.
منذ إعلان رؤية المملكة 2030 وهي تواصل تقدُّمها في مختلف الأصعدة، سعياً نحو إيجاد تنمية حديثة مستدامة على كافة المستويات، وبناء مستقبل عصري تمتلك من خلاله مفاتيح التطوُّر التقني، وتتقدَّم في مجال الابتكار والاستثمار في الكوادر البشرية والمدن الذكية، وتواكب عصر العولمة والثورة الصناعية الرابعة، ويأتي ذلك تأكيداً لما وعد به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع عند إطلاق الرؤية بالتزامه بأن تكون المملكة من «أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعَّال لخدمة المواطنين، ومعاً سنُكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعاً مزدهرة قوية تقوم على سواعد أبنائها وبناتها وتستفيد من مقدراتها، دون أن نرتهن إلى قيمة سلعة أو حراك أسواق خارجية».
مؤخراً نشرت دراسة أمريكية أجرتها مجلة «يو إس نيوز»، وضعت المملكة في المرتبة التاسعة وضمن أقوى عشر دول في العالم، وذلك نظير ما تتمتع به المملكة من تأثيرٍ سياسي كبير وقدرات اقتصادية ضخمة وتفوُّق عسكري، وقد أشار الموقع بأن السعودية تعتبر عملاق الشرق الأوسط، ففيها معظم الثروات، وإليها يقصد الملايين من المسلمين سنوياً للحج والعمرة، وتمتلك احتياطات نفطية كبرى جعلت منها أكبر مصدر في العالم، كما أنها من أهم الدول التي تشهد استقراراً أمنياً واقتصادياً وسياسياً، وقد قامت بعقد اتفاقات ومذكرات تفاهم تربطها بمختلف دول العالم، إضافة إلى شراكاتٍ إستراتيجية مع شركات عالمية مما ساهم في زيادة حجم الاستثمار الأجنبي فيها.
المملكة اليوم تُمثِّل أقوى اقتصاد في الشرق الأوسط، وضمن دول مجموعة العشرين، وقد حصلت على تصنيفات ائتمانية مُتقدِّمة من قِبَل العديد من المراكز والبنوك الاقتصادية في العالم، وهناك توقعات بارتفاع نمو الناتج المحلي السعودي لتتجاوز 2.7% وتحظى سنداتها بثقةٍ دولية كبرى، وتشهد إصلاحات في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي من شأنها أن تساهم في تأكيد قوتها على مستوى العالم.
شيء يدعو للفخر والاعتزاز أن تجد وطنك ضمن أقوى عشر دول في العالم، وأمر يُخرس كل الألسنة، والتي تسعى أن تنال من مكانة هذا الكيان الشامخ، والذي بالرغم من عدم امتلاكه لأي قوى نووية، فإنه مَلَك القلوب حول العالم، بما يُقدِّمه من دعواتٍ للسلام والتسامح والتعايش السلمي.