رحمة الله على عاشق جدة.. وبحرها المهندس الدكتور محمد سعيد فارسي.. والذي كان يجوب أحياء وشوارع جدة بشكل مستمر ويرافقه بعض رؤساء البلديات الفرعية التي أقرها في الأحياء.. وكان يختار رئيس البلدية الفرعية عشوائيًا ويذهب برفقته للأحياء التي تتبع لهذا الرئيس ليرى ماذا أنجز على أرض الواقع.
عاصرته.. ولم أفوِّت أي دعوة إلى احتفالاته.. فمعظم احتفالاته كانت في برج المياه الذي شيده وأعطاه اهتمامه (وللأسف الآن تحفة مهجورة)، هذا البرج والذي تشاهد من خلاله مدينة جدة كاملة شهد تكريم كل مديري الإدارات الحكومية الذين زاملهم في عهد توليه أمانة جدة..
كان يقول -رحمه الله-: «اسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط أعشقها ولكن جدة عشقي الأزلي سأجعلها عروس البحر الأحمر».. وفعلاً جعلها كذلك، اهتم بها كأنها جزء من حياته إن لم تكن.. أنشأ الكورنيش والميادين ووضع في كل ميدان مجسماً منحوتاً من عمل كبار النحاتين في العالم منها على سبيل المثال الأبراج والكفان والدراجة.. الأصبع.. الطيارة.. السفن.. القبضة.... الخ وأعطى اهتمامه للشجرة وجعل لذلك أسبوعًا في السنة يسمى أسبوع الشجرة.. وكان حريصًا أن يفتتحه في كل عام أمير منطقة مكة المكرمة أو هو شخصيًا.. وأنشأ في الأمانة وقتها إدارة خاصة تعنى بالحدائق والتشجير تولاها المهندس الدكتور محمد علي يوسف..
وكان عاشقاً للرياضة من خلال توليه رئاسة أعضاء المجلس الشرفي لعميد الأندية السعودية الاتحاد وكان داعماً له ماديًا ومعنويًا واستضاف الكثير من اجتماعات المجلس في قصره بحي الحمراء، وكذلك كان محباً لنادي الوحدة ومن الداعمين له ماديًا لحبه لمكة المكرمة وقضى جزءاً من حياته فيها، وهو من خصص أرضين للاتحاد والأهلي لإقامة مبانيهما ومقرهما.. وبعد تنحيه من على الكرسي لم يأتِ أي عاشق لجدة مثله.. للأسف.
إلى جنة الخلد أبا هاني.. أيها العاشق المتيم بعروس البحر الأحمر جدة.