في الوقت الذي وصل فيه وفد الكونجرس الأمريكي إلى العاصمة السودانية، وصل نائب وزير الخارجية، مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بغدانوف، مشددًا على تعزيز العلاقات وسبل التعاون بين البلدين، بل ودعوة الرئيس البشير، لمؤتمر سوتشي، معربًا عن سعادته بمستوى الثقة المتبادلة بين موسكو والخرطوم، في كثير من القضايا الدولية والأفريقية والشرق أوسطية. وزاد بغدانوف في مديحه قائلًا: «نحن نقدر الموقف المتزن والموضوعي، للسودان في كل هذه القضايا»
هكذا بدا بوغدانوف صاحب الخبرة السياسية الطويلة في دول الشرق الأوسط منذ أيام الاتحاد السوفييتي السابق. وكان الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف قد عيّنه مبعوثًا خاصًا له في الشرق الأوسط في 23 يناير من العام 2012.
لقد جاءت زيارة بغدانوف صاحب نظرية «استعادة ما خسرته روسيا في المنطقة واجب وطني مقدس» فيما يشبه الاستجابة لطلب البشير من الرئيس بوتين «حماية روسية من التدخل الأمريكي في شؤون بلاده، وذلك في أول زيارة له لروسيا نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، محملاً واشنطن المسؤولية عما يجري في بلاده. ولد بوغدانوف في العام 1952 وتخرّج من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، التابع لوزارة الخارجية للاتحاد السوفييتي السابق أواسط السبعينيات، ثم التحق بالسلك الدبلوماسي ليشغل عدة مناصب في الجهاز المركزي لوزارة الخارجية، ففي عام تخرجه انتقل إلى اليمن الجنوبيّ وعمل ضمن طاقم السفارة هناك حتَّى العام 1977، ثمَّ تمَّ نقله ليعمل ضمن طاقم السفارة السوفيتيَّة في لبنان في سنوات حساسة (1977-1980) ليعود بعدها إلى مركز الوزارة في موسكو.
وفي العام 1983 تم إيفاده إلى سوريا حيث عمل دبلوماسيّا في السفارة السوفييتيَة بدمشق، وبقي هناك حتَّى العام 1989، حين تمَّ استدعاؤه إلى موسكو ليرأس «وحدة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا» أي نطاق العالم العربي كله، قبل أنْ تتمَّ إعادته إلى دمشق مرَّة أخرى، في العام 1991 ليبقى حتى العام 1994، وهي فترة تعقيدات في العلاقات الروسيَّة السوريَّة، ومرَّة أخرى يمضي ثلاث سنوات في موسكو مساعدًا لمدير «دائرة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا»، ثم يظهر في المنطقة من جديد، ولكن سفيرًا لروسيا الاتحاديَّة في إسرائيل هذه المرة، لتستمر خدمته فيها حتَّى العام 2002.