كانت الجمعة المنصرمة جمعة موجعة ومؤلمة على كل العالم الذي ندد بوحشية الجريمة في الهجوم على المسجدين في «نيوزيلندا» والذي أدى إلى وفاة وجرح العديد من المصلين في حادث بشع تنحنى السطور ويعجز الحزن عن وصف الهمجية والوحشية الكريهة والبشعة جداً التي جاءت على يد رجل مملوء بالكُره ليقتل الأبرياء في صلاتهم وخشوعهم في بيت من بيوت الله. وكلنا يعلم أن الشر (لا) عقل له وأن الكُره (لا) يبصر سوى الدم الذي يحرِّكه إلى الفعل الذي حمَّله البندقية وحرَّضه ليقطف أرواحاً تعبد الله وهي مؤمنة أن الصلاة ركن من أركان إسلامنا وديننا العظيم الذي يرفض أن يعتدي الإنسان على الإنسان، دين السلم والتسامح وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كانت الصور المحناة بالدم صوراً مخيفة لأرواح اغتسلت وتوضأت وذهبت وهي تحمل اليقين لتصلي فكانت الهجمة التي أيقظت العالم كله ليرى الموت المؤلم يمشي على قدمين ليصادر الحياة بجنون ويقدم نفسه للعالم في هيئة كريهة لقلب ليس في ذمته سوى الكُره الدفين، لكنه القدر الذي نؤمن بخيره وشره في ديننا وقرآننا الذي قال «وما تدري نفس بأي أرض تموت». تقبل الله الموتى شهداء ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم...
(خاتمة الهمزة).. الحزن هو أن يقتلك الآخر بدم بارد، والجبناء (لا) يتقنون سوى الخسة.. ولعنة الله على الظالمين.. وهي خاتمتي ودمتم.