قصيدة رثاء في الشيخ سعد المليص -يرحمه الله-:
"ريحان" فيك يزيد الخطب يا ألمي
بفقد "شيخ" عزيز عالي الهممِ
يا روضة في رياض الكون نائمة
يا دوحة من ضياء العلم والشيمِ
إني أراك وقد أيقنت في وجع
أن المصاب عظيمٌ زاد في يتمِ
ها قد غرقت وهذا الحزن ألجمني
والدمع أطفأ عيني فانثنت قدمي
يا شيخنا "سعد" قد غادرت مرتحلا
تركتنا كهشيم الأرض في إرمِ
في كل زاوية ذكراك مفعمة
بالحب تزهو وللإصلاح لم تنمِ
في كل بيت لك الذكرى معطرة
تفوح بالورد والريحان والكرمِ
أرى المصابيح تُخفي ضوءها ألماً
أرى المنابر تشكي حرقة الألمِ
أرى البيوت التي كانت تظلله
باتت موشحة بالحزن منصرمِ
يا متعة المنطق المحبوب مذ نطقت
دموعنا وارتمى حزني على قلمي
يحق للكون أن يبكيك محتسباً
والهم مد على العينين مرتسمِ
عزاؤنا فيك يا "ملِّيص" قاطبة
بقيةٌ منك سكناها على القممِ
أبناء عّم وللعلياء دربهمُ
ساروا خطاك ثباتاً خطوة القدمِ
مهما رحلت عن الدنيا وزخرفها
في ذمة الله حول العرض في النعمِ
هناك ربي قدير شاء يجمعكم
منابر النور بالأصحاب يا حلمي
أفنيتمو زهرة العمر الجميل معا
من أجل علم وتعليم بكل فمِ
يا رب فاجمع فقيد الكون يا أملي
بوالدي ورفيق الدرب نبض دمي
في جنة الخلد أن يعفو ويمنحكم
هنيء شرب بحوض فاض بالكرمِ
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
