يسجل التاريخ بأحرف من نور السمعة الطيبة والذكر الحسن لرجل الدولة الفريق صالح طه خصيفان الذي استطاع وبتوفيق من الله تحسين الصورة الذهنية التي التصقت لدى البعض عن جهاز المباحث العامة وكان خير داعم له في هذه المهمة سمو الأمير نايف وزير الداخلية آنذاك يرحمه الله، وأقبل العديد برغبة الانتماء على هذا الجهاز ولم يعد هناك تردد لدى بعض العوائل بالاقتران من منسوبي جهاز المباحث، وقد خلفه في منصبه معالي الفريق محمود بخش المعروف باستقامته والخوف من الله فضلاً عن دقته ومهارته فيما يوكل إليه من أعمال وقد وصف رفيقه الراحل بتفانيه وإخلاصه خدمة لدينه ومليكه ووطنه.
لقد شهد للفريق صالح متعه الله بالجنان كل من تسنى له العمل في جهازه، وبالرغم من معاناته من المرض في السنوات القليلة الماضية إلا أن خبر وفاته نزل على العديد كالصاعقة فتدفق الحزن على رحيل هذه القامة التي تركت بصمة جميلة في هذا الجهاز العتيد وهم سائرون على النهج متسلحين بكل ما هو جديد مستفيدين من تقنيات المعلومات مواكبين كل تطور نافع.
أحباء أبي طه كثرٌ ودرجة الإنسانية العالية التي كان يتمتع بها زادت من محبيه، ويده في العمل الخيري تشهد له حتى بعد تركه لمنصبه. لم يبخل بجاهه أو ماله على أحد فلا غرو أن تدمع العين ويحزن القلب على فراقه، وكما قال الشاعر:
لعل انحدار الدَّمع يُعْقِبُ راحةً ... من الوَجْد أويَشْفي شَجِيّ البَلاَبِل.
هناك العديد من المواقف المشرفة له سوف يذكرها كل مخلص محب وغيور على وطنه.
وإننا إذ نودع رجل الدولة صالح طه خصيفان إلى مثواه الأخير فإننا نودعه والقلب حزين والدمع غزير.
رحمك الله يا أبا طه فقد كنت النموذج القيادي المشرف الذي يُحتذى به. ندعو الله أن يفسح له في جنته وأن يحسن العزاء لذويه وأصدقائه، اللهم اجعل جنة الفردوس مثواه.