للكلمات سحر عجيب على النفس البشرية، منها ما يجعلك تُحلِّق فوق السحاب، ومنها ما يجعلك تعيش حالة من الحزن وضيق الصدر، حتى تتمنَّى أنَّك لم تسمح لقائل تلك الكلمات أن يتلفَّظها.
في يومٍ من الأيام، ومع إشراقة صباح جديد، تأمَّلت في الشمس التي تُشرق على الكون، وتحدثتُ إليها بكل تفاؤل، وحمدتُ الله على نعمة العافية وحب العمل والخروج لطلب الرزق والعلم معًا، وتحدَّثت إلى خبير تربوي كنتُ ومازلتُ أتعلَّم في مدرسته، وكان مهمومًا مثقلًا بكمٍ كبير من المشكلات والمسؤوليات، وقلت له حينها: تفاءل بغدٍ أجمل، وانظر إلى شعاع الشمس كيف يُضيء الكون، وتأكَّد أن الله معنا، سنتوكل عليه ونعمل بجدٍ وإخلاص مع نية صادقة بتقديم الخير لمن حولنا، ولن يخيب ظننا في خالقنا جل في علاه. وبعد عدة سنوات ذكر لي ذلك «الكبير في قدره ومكانته» وقال: بأن كلماتي كانت لها تأثير عجيب في يومه، بل أيامه كلها. نعم رسالة واحدة قد تُحدث تغييرًا كبيرًا في حياتنا. الإيمان بأن القدر مكتوب، وأن البشر حولنا لن ينفعونا ولن يضرونا بشيءٍ إلا بما قدَّره الله لنا أو علينا.
الإيمان بالله والتوكُّل عليه أمرٌ مهم لإكمال مشوار حياتنا الذي بدأناه، ورضا كل الناس عنك لن يتحقَّق إطلاقا على وجه الأرض، ولم يذكر التاريخ -قديمه وحديثه- بأن هناك إجماعًا على حب أحد أو بغض أحد، قبوله أو رفضه، هذا طبع البشر ولن يتغيَّر.
بقدر ما تجتهد تنجح.. كلمات لها وقع في مسمعي الآن وأنا أكتب مقالي هذا، ورسالتي التي أريد أن تصل لكل مَن يقرأ كلماتي هذه من جيل الشباب؛ ومَن هم في مقتبل مسيرتهم العملية: لا تلتفتوا إلى كلمات المحبطين المثبطين، فهم كثر في طريق الناجحين، استمعوا لأصواتِ الحكمة والأمل والغد الذي ينتظركم وينتظر ما تُسطّرونه فيهِ من منجزاتٍ حقيقية باسم الوطن الأغلى والأقدس على وجه الأرض.
ضعوا أمام أعينكم سِيَر الناجحين ومسيرة حياتهم، لم تكن دروبهم مفروشة بالورود، هناك الكثير من العقبات ومن المشكلات، التي لابد من تخطِّيها ليكون في النهاية للنجاحِ طعم مختلف، ومذاق مميَّز.
الحياة تستحق أن نعيشها بروح المتفائلين، وحسن الظن في الآخرين، فقد وَرد عن نبي الأمة عليه الصلاة والسلام بأنه كان يُؤكِّد على أصحابه بأن لا يذكر أحدهم الآخر بسوء، لأنه يريد أن يخرج إليهم سليم الصدر، نعم نريد أن نُحيي سنة نبينا المصطفى في علاقاتنا مع الآخرين في كل مكان، وخاصة بيئات العمل التي يعتريها بعض المشاحنات والخلافات والتنافس، الذي قد يكون شريفًا ومُحبِّذا لمزيد من الإبداع والعطاء، وقد يكون غير ذلك، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، فضوء الشمس لا يحجبه أحد، وستبقى الشمس مشرقة تضيء الكون بأمر ربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، غدًا أجمل بإذن الله. ولنُحلِّق معًا بأفكارنا وطموحاتنا وإنجازاتنا، وكما قال سيدي ولي العهد: حلِّق فوق أغلى أرض، وسنُعانق معك عنان السماء وفوق هام السحب، بهذه الهمّة يكون التفكير الإيجابي.