Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

السباق العالمي في سرعة الإنترنت

A A
في عام 1994م دخل الإنترنت لبعض الجهات الحكومية في المملكة، في حين سمح للعامة باستخدام الإنترنت في عام 1999م، وكان عدد مستخدمي الإنترنت في عام 2000م حوالي 200 ألف مستخدم، وقد أوكلت مهمة إدخال الإنترنت للمملكة في ذلك الوقت لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث عملت على وضع الضوابط واللوائح المنظمة له وإصدار التراخيص للشركات والمؤسسات المتخصصة في تقديم الخدمة، ثم انتقلت تلك المهام بعد ذلك إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وشركة الاتصالات السعودية.

في مطلع العام الماضي احتلت المملكة المرتبة 78 ضمن 123 دولة في متوسط سرعة التحميل في الثانية الواحدة في الهاتف المتنقل بمقدار 16,2 ميجا، بينما احتلت المرتبة 65 ضمن 129 دولة في متوسط سرعة التحميل في الإنترنت الثابت، وذلك بمقدار 21,26 ميجا، ويعود ذلك للإصلاحات التي تمت خلال عام 2017م، ومنها تحفيز نشر النطاق العريض من خلال شبكة الألياف الضوئية، وقد نجحت المملكة في العام الماضي في زيادة سرعة الإنترنت المتنقل لتتجاوزالمتوسط العالمي للسرعة وتصل إلى 28 ميجا بنهاية العام، متجاوزة المعدل العالمي وهو 24 ميجا.

الدول المتقدمة اليوم أصبحت في سباق محموم في سرعة الإنترنت، إذ أصبحت تلك السرعة أحد المعايير التي يمكن من خلالها قياس تقدُّم الدول وتطورها، ويكفي بأن أول شيء يمكن أن يُسأل عنه أي زائر لأي دولة عند وصولها وقبل أن يسأل عن أي شيء آخر هو شبكة الإنترنت، وكيفية الدخول لها ومستوى سرعتها، وبالأمس نشرت إحدى الصحف خبر إعلان كوريا الجنوبية عن إطلاق شبكة إنترنت جديدة من الجيل الخامس G5 لتصبح أول دولة في العالم تستخدم هذه الشبكة، وهي الجيل التالي من التقنية الخلوية والذي يتفوق على الشبكات السابقة، إذ تتميز شبكة G5 بأنها أسرع 100 مرة من شبكات الجيل الرابع لاستخدامها ترددات عالية بنطاق أقصر وقدرة أكبر، لنقل بيانات ضخمة عبرالإنترنت وبجودة عالية.

اليوم تعيش الدول المتقدمة سباقاً من نوع جديد، فسرعة الإنترنت في كل من سنغافورة وهونج كونج وكوريا الجنوبية تتجاوز 135 ميجا، ومن المنتظر -وفق ما أعلنه نائب محافظ هيئة الاتصالات والبنية التحتية- أن تكون السعودية أول دولة عربية تطلق مثل هذه الشبكة على أراضيها، وهذا الأمر يفرض علينا أن نُواصل تطوير خدمات الإنترنت، والاستعداد للواقع الجديد الذي ستفرضه سرعة نقل المعلومات عبر تلك الشبكات الحديثة، وكيفية تأثير تلك السرعات الجديدة على حياتنا العملية والاجتماعية، فما كُنَّا ننتظر تحميله في دقائق أو ساعات سيصل مع الشبكة الجديدة خلال ثوان معدودة، مما سيُساهم في سرعة الإنجاز واتخاذ القرار والتطوير، وتحسين مستوى الخدمة وتخفيض التكلفة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store