«كلام جرايد» مصطلح شاع عندما كانت الصحف الورقية على قمة وسائل الإعلام التي لها جمهورها العريض، وقبل أن تظهر أو تعرف ما اصطلح على تسميته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أو ما يحلو للبعض أن يسميها الإعلام الجديد، وهي متسارعة في النمو والانتشار.
كان ذلك المصطلح يشير عند مستخدميه على عدم الموثوقية الكاملة يعني «نص نص». تساءلت وأنا أتذكر اليوم هذه العبارة أو المصطلح، وقلت في نفسي إذا كان ذلك كان يقال على المواد الصحفية من أخبار أو تحقيقات أو قضايا كانت تطرحها الصحف، التي كانت الى حد كبير تسعى وراء موادها من مصادرها ويحرص رؤساء ومسؤولو التحرير فيها على توثيق المعلومة والتواصل مع مختلف الأطراف ذوي العلاقة، ومع هذا كنت تسمع مصطلح «كلام جرايد»، فكيف الحال الآن مع ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي وما ينتشر انتشار النار في الهشيم من أخبار أو قصص أو رسائل في معظمها تعتمد على القص واللصق والإرسال من مجموعة الى مجموعة (من قروب الى قروب) عبر الواتس اب أو إعادة التغريد عبر حسابات تويتر دون معلومة موثقة أو مصدر واضح يمكن الاعتماد عليه.
مع أن الصحف مؤسسات رسمية وجهات لها شخصيتها الاعتبارية وحضورها وقوانينها وتتبع سياسات وضوابط إعلامية محددة، كما أنها تهتم لسمعتها وثقة القراء بها، بينما حسابات التواصل الاجتماعي كثير منها حسابات فردية شخصية وبعضها بأسماء مستعارة وليست صريحة، وليس لها اعتبارات تراعيها.
إن كثيراً مما يتم نشره أو تداوله في تلك الوسائل، إنما هو آراء ووجهات نظر شخصية فردية واجتهادات لا يقوم السواد الأعظم منها على أساس ولا يرتكز الى ركيزة نظراً لكثرة المتابعين والمتعاملين والمتداولين في هذه الحسابات، وإذا كان «كلام جرايد» مصطلحاً أطلق على ما ينشر في الصحف، فالأولى أن يقال على ما ينشر ويُتداول في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي «كلام فاضي»، ومع هذا يظل الحرص على التأكد من المعلومة أياً كانت قبل نشرها وتداولها بأي شكل من الأشكال مسؤولية أدبية وأخلاقية.
تغريدة:
المعلومة التي تقدمها بأي شكل مسؤولية.